الثبات ـ دولي

رأت صحيفة "بوليتيكو"، أنّ "ما ستبدو عليه أوروبا في السنوات الخمس المقبلة سيعتمد على الكيفية التي ينظّم بها المجتمع المدني في الاتحاد الأوروبي نفسه، بعد رحيل مؤسسة المجتمع المنفتح التابعة لجورج سوروس.

وذكرت أنّ "قرار مؤسسة المجتمع المنفتح بإنهاء جزء كبير من عملياتها الأوروبية فاجأ الكثيرين، بما في ذلك العديد من أعداء مؤسسها جورج سوروس".

ومنذ أيام، أعلنت شبكة المانحين الخاصة بسوروس، أنّها ستحد من أنشطتها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من عام 2024، مع تحويل التركيز إلى أجزاء أخرى من العالم.

وبحسبها، "تاريخياً، لم تبذل أي مؤسسة أخرى مثل الجهد التي بذلته مؤسسة سوروس لبناء ودعم المجتمع المدني الأوروبي، واليوم، سيكون من الصعب العثور على منظمة غير ربحية راسخة تعمل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، والتي لم تستفد من دعم المؤسسة في مرحلة ما".
 
وأوردت أنّه "بسبب الوجود الهيكلي الهائل للمؤسسة داخل المجتمع المدني في الاتحاد الأوروبي - والذي يعادل ما يقرب من ثُمن و0.5 مليار يورو الموزّعة كل عام - فإن انسحابها يهدّد بقاء العديد من المنظمات غير الربحية خاصةً في ظل عدم وجود تمويل بديل.

وأضافت أنه "من بين هذه المنظّمات، تلك التي تعمل على القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا، وكذلك تلك التي تركّز على قضايا متنازع عليها للغاية، مثل الجنس وحقوق الأقليات والمهاجرين، وكذلك العدالة العرقية".

 مؤسسة سوروس تسعى منذ نحو 45 عاماً للتلاعب بسيادة الدول

ومن وجهة نظر "بوليتيكو"، فـإنّ تراجع سوروس يأتي في "أسوأ وقت بالنسبة للمشروع الأوروبي"، ووفقه "قد يزيد الوضع سوءاً، إذا تم سد الفجوة التي خلّفها تمويل مؤسسة المجتمع المنفتح من قبل المانحين المحافظين واليمينيين الدينيين".

كما قالت الصحيفة إنّ "هذا الموقف شبه الاحتكاري يسلّط الضوء أيضاً على حقيقة مزعجة للغاية، مفادها أنّه بعد عقود من الدعم غير المشروط تقريباً، سمحت المنظمات غير الربحية في الاتحاد الأوروبي بنمو تبعية غير صحية، مما جعل رحيل سوروس أكثر إثارة للقلق".

وختمت الصحيفة بالقول إنّ "الانسحاب المعلن لمؤسسة سوروس لا يمثّل فقط نتيجة غير بديهية لدورها التاريخي في بناء البنية التحتية المدنية لعموم أوروبا فحسب، بل إنه أيضاً اختبار رئيسي لمصداقية العمل الخيري الأوروبي ومرونته مع دخول الكتلة في موسم انتخابي غير مسبوق، مع تحديد موعد التصويت في ما يقرب من ربع الدول الأعضاء، إضافةً إلى أنّ انتخابات الاتحاد الأوروبي تلوح في الأفق".

وفي السياق عينه، رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنّ "انسحاب مؤسسة جورج سوروس من أوروبا قد يطفئ أضواء المنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان".