الثبات ـ دولي
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، إنّ بكين أبدت مرة أخرى، معارضتها الشديدة لقرار اليابان البدء في تصريف المياه المعالجة المشعة من محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادي.
وذكرت الصين أن التخلص من المياه الملوثة، يُعد قضية رئيسية تتعلق بالسلامة النووية، ولها آثار عابرة للحدود، وأن المسألة ليست بأي حال من الأحوال تخص اليابان وحدها، وفقاً للبيان.
وبدأت اليابان اليوم الخميس، تصريف المياه المعالجة المشعة من محطة فوكوشيما، التي دمرها تسونامي عام 2011.
وقالت الصين إنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة البحرية وسلامة الغذاء والصحة العامة. كما استدعى نائب وزير الخارجية الصيني، سفير اليابان لدى بكين، للاحتجاج ضد هذه الخطوة.
وأشارت الخارجية الصينية إلى أن "اليابان لم تثبت الدقة الحقيقية للبيانات المتعلقة بالمياه الملوثة، أو اكتمال وفعالية برنامج المراقبة.
وبدأت اليابان اليوم الخميس، تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما-دايشي النووية، في المحيط الهادئ، وفق مقطع مصور بثته الشركة المشغلة "تيبكو".
وسيتم تصريف المياه المعالجة على مسافة كيلومتر واحد من الساحل، من خلال نفق تحت الماء تم إنشاؤه. ويبلغ معدل التصريف 460 طناً من المياه في يوم، بعد أن يتم تخفيف كل طن بـ 1.2 ألف طن من مياه البحر النقية.
وأعلن فرع إقليم بريومريه الروسي، شرق روسيا، للهيئة الفيدرالية للمراقبة البيطرية والصحة النباتية، تشديد المراقبة الإشعاعية للأسماك التي يتم صيدها قرب موقع تصريف المياه من محطة فوكوشيما.
ونددت الصين ببدء تصريف مياه فوكوشيما معتبرة أنه عمل "أناني وغير مسؤول".
وجاء تصريف المياه المشعة المثير للجدل، بعد أن أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الشهر الماضي، موافقتها النهائية على خطة التصريف، قائلة إنها تفي بالمعايير الدولية.
ويتوقع أن تدوم عملية التصريف الأولى هذه حوالى 17 يوماً، وتشمل 7800 متر مكعب من مياه المحطة.
وقالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المشغلة للمحطة، في وقت سابق، إنها تخطط لتصريف 31.200 طن من المياه المعالجة في ثلاث عمليات تصريف أخرى بحلول آذار/مارس من العام القادم.
وقد بلغ حجم المياه المخزنة في محطة فوكوشيما أكثر من 1.3 مليون طن، من خلال نظام تنقية مخصص يعرف باسم "ALPS"، منذ انهيار 3 مفاعلات نووية بعد الزلزال القوي الذي ضرب الساحل في عام 2011.
ومن المخطط أن تستمر عمليات تصريف مياه فوكوشيما في المحيط على مراحل على مدار 30 عاماً.
وفي بداية العام الجاري منحت اليابان الإذن رسمياً، بإطلاق المياه الملوّثة بالإشعاعات النووية من محطة فوكوشيما دايتشي النووية إلى المحيط الهادئ.
وتسبّبت أمواج تسونامي التي ضربت الشاطئ الياباني، عام 2011، في حدوث كارثة التلوث الإشعاعي النووي في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، على الساحل الشرقي لليابان.
وأدّت كميات كبيرة من الإشعاعات النووية المنبعثة عن المحطة، نتيجة للحادث، إلى تلويث مياه المحيط، مما أدى إلى فرض منطقة حظر بحري، وإلحاق أضرار جسيمة بسمعة صناعة الصيد الإقليمية، والحديث عن تهديد للثروة السمكية في اليابان.
وتراكمت كميات هائلة من المياه الملوّثة في الموقع منذ ذلك الحين، نتيجة الحاجة إلى استخدام المياه في تبريد المفاعلات المتضررة، وتلوّث المياه الجوفية أثناء تسرّبها إلى الموقع، والتي كان لا بدّ من ضخها وتخزينها، فتمّ بناء أكثر من 1000 خزّان في الموقع، لتخزين أكثر من مليون طن من المياه الملوّثة بالإشعاعات.