"ريسبونسيبل ستايت كرافت": هل تدفع واشنطن نحو "حرب أبدية" في أوكرانيا؟

الأربعاء 23 آب , 2023 12:58 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

رأت مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأميركية، التابعة لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، أنّ "حرباً أبدية أو مطوّلة تختمر في أوكرانيا". 

وبرّرت هذا التوقّع بفشل هجوم كييف الصيفي في السيطرة على أراضي كبيرة من روسيا، كما بسبب "الخطاب المتطرّف" الذي كانت الحكومة الأميركية وحلفاء "الناتو" يستخدمونه منذ العام الماضي، لإقناع الجمهور بتمويل دعم عسكري مفتوح. 

وحذّرت المجلة، يوم الأحد الماضي، من أنّ الحرب في أوكرانيا، قد تصبح "صراعاً مطولاً يستمر عدة سنوات أخرى"، مشيرةً إلى أن هدف أوكرانيا المتمثّل في استعادة جميع الأراضي التي فقدتها الآن "يبدو بعيد المنال".

هذه التحليلات تكثفت مؤخراً في الصحافة الأميركية، حيث ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية، يوم السبت الماضي، أنً "المسؤولين الأميركيين يستعدون بشكل متزايد، لما يبدو وكأنه حرب استنزاف ستستمر حتى العام المقبل".

وهو نفسه السياق الذي أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها، مفاده أن "الاستراتيجيين العسكريين وصانعي السياسات في جميع أنحاء الغرب، بدأوا بالفعل في التفكير في هجوم الربيع العام المقبل، وكيفية الاستعداد لصراع طويل الأمد".

كذلك، ذكّرت "ريسبونسيبل ستيتكرافت"، أنه في 10 آب/أغسطس الجاري، قال مسؤول كبير لم يذكر اسمه لشبكة "CNN": "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب"، لكن البيت الأبيض "لن يكون خجولًا بشأن العودة إلى الكونغرس بعد الربع الأول من العام المقبل، إذا شعرنا أننا بحاجة إلى القيام بذلك".

ولفتت المجلة، إلى أنّ الروس أيضاً يشعرون بنفس الشعور، إذ قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن، ديمتري ميدفيديف، مؤخراً إنه "إذا استغرق الأمر سنوات أو حتى عقوداً، فليكن".

وطرحت المجلة سؤالها: "في حال حققت أوكرانيا أي نصر أو تقدم في ساحات المعركة، هل سيؤدي ذلك إلى انتهاء الحرب؟".  

وأجابت حتى لو نفذت كييف "عمليةً ناجحة" ضد القوات الروسية في المستقبل، إلا أنّ "نهاية الحرب" لن تكون مضمونةً.

وعلى سبيل المثال، قد تقرر موسكو شن هجومها المضاد الخاص بها، لمحو أي مكاسب حققتها القوات الأوكرانية، وربما "تبدأ دورة لا نهاية لها من الجدل العسكري".

كذلك، ذكرت الصحيفة إنّ الحرب المطوّلة كانت ما يأمله بعض مسؤولي "الناتو" في البداية على الأقل. ونقلت في هذا السياق عن صحيفة "نيويورك تايمز" في آذار/مارس 2022، أنّ إدارة الحلف "تسعى لمساعدة أوكرانيا في محاصرة روسيا ضمن مستنقع شبيه بمستنقع أفغانستان".

لكن، "ريسبونسيبل ستيتكرافت" شرحت، أنّ الحرب المطولة لن تكون لصالح أوكرانيا، التي عانت بالفعل من تكاليف بشرية واقتصادية باهظة، والتي تقع في الديون أكثر فأكثر مع مرور كل شهر.

وأضافت أن الحرب طويلة الأمد لن تكون مفيدة لبقية العالم أيضاً، لتغذيتها صدمات تكلفة المعيشة، في جميع أنحاء العالم من جهة، ومن جهة أخرى، تغذيتها تحول "حرب كارثية" بين "الناتو" وروسيا تم تجنبها مرتين، إلى مواجهة أوسع تصل إلى حرب نووية. 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل