الثبات ـ عربي
كشف ناشطون مقربون من هيئة "تحرير الشام" اعتقال الرجل الثاني في التنظيم، ميسر علي موسى عبد الله الجبوري، الملقب بأبو ماريا القحطاني، وهو عراقي الجنسية، والذي كان قائد مجلس شورى "جبهة النصرة" قبل تغيير اسمها.
وأفادت المصادر أنّ عملية الاعتقال، جرت الثلاثاء، بأمر مباشر من الجولاني، وذلك على خلفية نتائج التحقيقات مع خلايا التجسس التي تمّ اعتقالها بتهمة التعامل مع روسيا والتحالف الدولي.
وأفيد عن إيداعه في سجن خاص بمدينة حارم، ومن ثمّ نقله للإيداع تحت الإقامة الجبرية في أحد المقار الأمنية للتنظيم، تحت حراسة أمنية مشددة، بناءً على طلب صديقه المقرب القاضي في هيئة "تحرير الشام" مظهر الويس.
وأدّى اعتقال القحطاني إلى حدوث حالة من الإضطراب والانقسام داخل التنظيم، حيث باتت الشكوك تلاحق الكثير من القادة الرافضين لسياسة الجولاني، واعتبار أنفسهم تحت خطر الاعتقال في مصير مشابه للقحطاني، تحت ذريعة التعامل مع التحالف.
وقال ناشطون إنّه من بين القادة الذين من المرجح أن يلقوا مصير القحطاني، القيادي جهاد عيسى الشيخ، نتيجة التحريض عليه من قبل مغيرة البدوي "أمير إدلب" سابقاً في "جبهة النصرة"، وأحد المقربين من أبو محمد الجولاني،حيث يعرف عن الشيخ إشرافه على الخروقات الأمنية التي نفّذها في مناطق ما يسمّى "الجيش الوطني" شمالي حلب، ومن ثمّ تراجع بناءً على ضغوط تركية.
وبحسب المصادر، فإنّ وضع القحطاني تحت الإقامة الجبرية بدلاً من السجن جاء بعد طلب مظهر الويس من الجولاني ذلك، حتى لا يتسبب الأمر بزيادة الانقسام ضمن التنظيم، حتى إيجاد مخرج نهائي لمصير القحطاني، إما بعزله بشكل كامل، أو ترحيله إلى تركيا حتى الانتهاء من التحقيقات معه.
وفي سياق متصل، علّق القيادي السابق المنشقّ عن "جبهة النصرة"، الشهير بـ"أسّ الصراع في الشام"، في منشور عبر منصة "إكس"، أنّه "لو كان لأبو ماريا علاقة بخلايا التحالف، لكان هرب منذ أشهر، إلا أنّ ما يحدث هو تصفيات داخلية خرجت عن سيطرة الجولاني، والذي حصل هو تقديم عناصر محسوبين على أبو ماريا اعترافات أغلبها ملفقة ضدّه للايقاع به".