الثبات ـ عربي
أكد وزير الرعاية الاجتماعية في ولاية الخرطوم، صديق حسن فريني أنّ التقديرات حتى الآن تشير إلى نزوح نحو 5 ملايين من سكان العاصمة السودانية إلى باقي الولايات، لافتاً إلى أنّ النزاع الحالي تسبّب في زيادة معدلات الفقر إلى 80%.
وقال فريني، إنّ "مسألة ارتفاع نسبة الفقر في السودان أمر طبيعي، خاصة أنّ ما تعرضت له البلاد مؤخراً ليس بالأمر السهل، مشيراً إلى أنّه ووفقاً للتقديرات حتى الآن، نزح نحو 5 ملايين من سكان ولاية الخرطوم إلى باقي ولايات السودان".
وأضاف أنّ "النزاع تسبّب في تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة مستوى الفقر أكثر مما كان عليه سابقاً"، مضيفاً أنّه "يقدّر بنحو 80%، ما يضاعف المسؤولية مستقبلاً على الحكومة من ناحية اجتماعية عند انجلاء الحرب".
وشدّد فريني على أنّ حكومة ولاية الخرطوم "تقوم بدورها" منذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب في نيسان/أبريل الماضي، لافتاً إلى "إنشاء فرق" لمد المراكز العلاجية وغرف الطوارئ بالعلاج، بالتعاون مع لجان الأحياء والخدمات الاجتماعية.
وأضاف أنّه تمّ إجراء مسوحات في مناطق غرب، وجنوب مدينة الخرطوم، في أوساط المجموعات السكانية الأكثر كثافة، بغرض توفير المساعدات الإنسانية، فضلاً عن سعي الحكومة إلى إعادة تشغيل بعض المواقع لتوفير الدعم الاجتماعي للمواطنين من ديوان الزكاة والمعاشات، برغم ارتفاع حجم المعاناة بسبب الدمار الذي طال مؤسسات الدولة.
وأوضح المسؤول السوداني، أنّ شكل المساعدات التي توفرها حكومة الخرطوم تتركز بشكل أساسي حالياً عقب إجازة خطة إسعافية بتوفير المساعدات الإنسانية، والعلاجية من الأدوية المنقذة للحياة بعد خروج نحو 90% من المرافق الصحية عن الخدمة.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما أودى بحياة 3900 شخص على الأقل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
وتوقفت الجهود بقيادة السعودية والولايات المتحدة للتفاوض على وقف لإطلاق النار في الصراع الحالي، فيما تجد الوكالات الإنسانية صعوبات في تقديم الإغاثة بسبب انعدام الأمن والنهب والعقبات البيروقراطية.
يذكر أنّ برنامج الأغذية العالمي، نجح، الأسبوع الماضي، لأوّل مرة، في إيصال الغذاء إلى إقليم غربي دارفور، الذي تضرّر بصورة خاصة.
ووصف ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو، الوضع في غربي دارفور ووسطه بأنّه "كارثي"، مشيراً إلى أنّ "أغلبية الرجال لقيت حتفها، أو أُصيبت أو اختفت" وأنّ "الأُسَر تُركت لمصيرها".
وأمس الثلاثاء، حذرت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، من أنّ "6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، مشيرةً إلى أنّ أكثر من 14 مليون طفل في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.