الثبات ـ منوعات
أكد مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، أن مصر من الدول الرائدة في العالم التي يمكنها إقامة متحف للآثار الغارقة تحت الماء.
وأشار في تصريحات لـRT إلى أهمية الآثار المكتشفة حديثا في منطقة العلمين الجديدة، مما يزيد أهمية جديدة للمدينة الساحلية الهامة، وإحدى واجهات السياحة المصرية والتي تحولت إلى قبلة السائحين على مستوى العالم.
وأضاف كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية في تصريحات خاصة لـ RT، أن فكرة المتحف المائي ليست بجديدة على مصر، حيث أن منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" اقترحت على مصر في عام 1996 المساعدة في إنشاء "متحف مائي"، وبالأخص في مدينة أبو قير بالاسكندرية ، لأن بها نصف مدينة الاسكندرية القديمة تحت الماء، حيث كان سيصبح أول متحف مائي في العالم، ولكن الموضوع لم يدخل حيز التنفيذ.
وأشار إلى أن خليج أبو قير هادئ نوعا ما، وبالتالي لا توجد به دوامات مياه، وكان سيصبح مناسبا جدا لفكرة المتحف المائي، مشيرا إلى "الحجم الكبير من الآثار المصرية لا توجد في أي دولة أخرى على مستوى العالم، فضلا عن أن صلاح الدين الأيوبي بعد دخول مصر قام بإلقاء جزء من الآثار اللي كانت موجودة خلال الحملة الصليبية في بحر الاسكندرية، كما أنه في القرن السادس عندما حدث الزلزال تدمر فنار الاسكندرية القديم وغرق جزء كبير من المدينة الساحلية الهامة وعروس البحر الأبيض المتوسط".
وأشار إلى أن الآثار المكتشفة في مدينة العلمين موجودة على عمق 650 مترا فقط تحت الماء، والعمق ليس بكبير، مشيرا إلى أن الآثار المكتشفة عبارة عن بقايا سفينة غارقة وعدد من الجرار (الأمفورات) من القرن الثالث قبل الميلاد كانت قد اصطدمت في جزيرة من الجزر الغارقة.
وأوضح أن اليونسكو تلعب دورا هاما في دعم الآثار المصرية ولكن تريد أفكارا قابلة للتنفيذ، مشيرا إلى أن المتحف القومي للحضارة تم تنفيذه بدعم من اليونسكو، فضلا عن متحف النوبة الذي يعد واحدا من أهم المتاحف المصرية ، مشيرا إلى أن العالم عاشق للآثار المصرية.
وأشار إلى أن مصر بها 250 بعثة أثرية، تضم شخصيات من أكبر علماء المصريات في العالم، ويمكن الاستفادة بشكل كبير من خبرات رؤساء البعثات الآثرية.
كما أوضح أن هناك نماذج للآثار الغارقة، ولكن لا يوجد متحف تحت الماء للآثار الغارقة، حيث لا يوجد دولة في العالم تملك هذا الحجم الكبير جدا من الآثار المصرية، مشيرا إلى أن مصر كان يوجد بها 30 ميناء من الضبعة حتى الاسكندرية، وهو ما جعل مصر قبلة للتجارة القديمة والرحلات العالمية، فضلا عن أن مصر قديما كانت أكثر دول العالم تصديرا للقمح والنبيذ، فكانت تحمل أهمية كبيرة لكافة دول العالم.
وأشار إلى أن مصر إذا اقامت متحف تحت الماء ستكون بمثابة فكرة رائدة في العالم، مضيفا أن هناك آثار عديدة تحت الماء، وهو ما يجعل المنتج الآثري لمصر متنوع ومتفرد عن غيره بأي دولة في العالم.
وكانت البعثة الأثرية المصرية من الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار قد اكتشفت أثناء أعمال الغوص والمسح الأثري بأحد المواقع الغارقة بالبحر الأبيض المتوسط والذي يبعد حوالي 650 متر من شاطئ منطقة العلمين عن عدد من الآثار الغارقة.
ويضم الكشف الآثري بقايا من أخشاب السفينة الغارقة، ومئات من اللقى الأثرية الفخارية من بينها عدد كبير من الجرار (الأمفورات) المستوردة من جزيرة رودس باليونان والتي كانت تستخدم قديماً في تخزين ونقل النبيذ، مشيراً إلى أن هذه الجرار وجدت مرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة مما يؤكد على أنه من المرجح أن يكون سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية هو ارتطام قاعها بالجزيرة المتواجدة بقاع البحر.