الثبات ـ دولي
حذر المستشار السياسي لرئيس النيجر المعزول محمد بازوم، أنتينيكار الحسن، من أن تدخل المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا (إيكواس) عسكرياً في النيجر سيعني أن أفريقيا بأكملها ستكون في حالة حرب.
وقال الحسن في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" رداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن "إيكواس" مستعدة بالفعل للتدخل عسكرياً في النيجر: "أعتقد أن إيكواس لن ترتكب هذا الخطأ بالتدخل العسكري في النيجر".
بدوره، قال مصدر بحكومة نيجيريا إن المجلس العسكري بالنيجر التقى مبعوثين اثنين للرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا (إيكواس) بولا تينوبو في عاصمة النيجر نيامي، اليوم الأربعاء.
فرنسا ترفض اتهامات النيجر
ورفضت وزارة الخارجية الفرنسية الاتهامات التي وجهها إليها المجلس العسكري في النيجر، وأضافت في بيان أن القوات الفرنسية لم تفرج عن إرهابيين.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر المجلس العسكري أنّ الجيش الفرنسي هاجم موقعاً للقوات المسلحة "لتحرير حلفائه الإرهابيين"، موضحاً أنّ الجيش الفرنسي هاجم موقعاً للحرس الوطني في منطقة ليبتاكو غورم وحرر 16 إرهابياً مسجوناً.
واتّهم المجلس العسكري في النيجر، القوة الاستعمارية السابقة فرنسا بخرق المجال الجوي المغلق منذ الأحد في ظلّ تلويح دول غربي أفريقية بالتدخل عسكرياً في نيامي، ردّاً على عزل الرئيس محمد بازوم.
واتهم قادة المجلس العسكري فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً، من أجل إعادة بازوم الموالي لها إلى السلطة، معلنين إلغاء عدد من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، بالإضافة إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.
عقوبات أوروبية على النيجر
وقالت مصادر أوروبية لـ"رويترز"، اليوم الأربعاء، إن دول الاتحاد الأوروبي بدأت في الإعداد لفرض أولى العقوبات على أعضاء المجلس العسكري في النيجر الذين سيطروا على السلطة الشهر الماضي.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي يشارك في الإعداد لفرض العقوبات ودبلوماسي من التكتل إن الاتحاد الأوروبي بدأ مناقشة قائمة مسوغات فرض العقوبات. وأضاف المسؤول أن من بين هذه المسوغات "تقويض الديمقراطية" في النيجر، وأن من المرجح الاتفاق عليها قريباً.
وأضاف الدبلوماسي "الخطوة التالية قد تكون فرض عقوبات على أفراد من المجلس العسكري" يعتبرون مسؤولين.
وقال المسؤول ودبلوماسي آخر من الاتحاد الأوروبي إن مسؤولين من دول التكتل يناقشون الأمر اليوم الأربعاء. وتحدثت المصادر الثلاثة بشرط عدم كشف هوياتها.
ويتعين موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة قبل أن يتسنى فرض عقوبات، ولم يتضح بعد موعد للاتفاق على العقوبات.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء"إيكواس" غداً الخميس بعد انقضاء الموعد النهائي لإعادة بازوم إلى السلطة.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون السياسة الخارجية "الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم قرارات إيكواس، بما في ذلك فرض عقوبات".
ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية التكتل في اجتماعهم في توليدو بإسبانيا يوم 31 آب/أغسطس الوضع في النيجر، بما في ذلك العقوبات.
وتُثير الأوضاع في النيجر مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقتٍ تُواجه تحدياتٍ أمنية متزايدة بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل. كما تُثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ الرئيس المعزول يُعَدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.