الثبات ـ دولي
أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان ، امس الثلاثاء، أن إيجاد حل لمسألة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يبقى "رهن الدول الغربية، التي عليها الوفاء بوعودها".
وقال إردوغان إنه "يمكن التوصل إلى حل"، مشيراً إلى اتصاله الهاتفي الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض تمديد الاتفاق بعد أن انتهى العمل به في 17 تموز/يوليو، علماً بأنه وُقّع برعاية أنقرة والأمم المتحدة.
وأضاف الرئيس التركي، أمام مؤتمر السفراء في أنقرة، أنه أخذ علماً بمطالب روسيا "الأسبوع الفائت، خلال محادثتي الهاتفية مع السيد بوتين".
وأكد أن "حل هذه المشكلة هو رهن احترام الدول الغربية وعودها. لم يتم اتخاذ الإجراءات التي كان من شأنها تحويل الأجواء الإيجابية، التي أشاعتها مبادرة البحر الاسود، إلى وقف لإطلاق النار، ثم إلى اتفاق سلام دائم".
يُذكَر أنّ المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أعلن، في وقتٍ سابق، أنّ الاتفاقات بشأن "صفقة الحبوب" منتهية بالفعل، وتم وقف تنفيذ الصفقة، متابعاً أنّه لم يتم الوفاء بالجزء المتعلق بروسيا. وبمجرد الوفاء به، فإنّ روسيا "ستعود إلى العمل بهذه الصفقة على الفور".
وتؤكد روسيا أن الغرب صدّر معظم الحبوب الأوكرانية إلى بلدانه بدلاً من البلدان الأفريقية المحتاجة، منتهكاً بذلك شرط الجانب الروسي، لمواصلة الصفقة.
والجزء الثاني من الاتفاق، الذي لم يتم تنفيذه، هو عبارة عن "مذكرة روسيا - الأمم المتحدة"، ومدته ثلاثة أعوام، وينصّ على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط المصرف الزراعي الروسي، "روس سيلخوز بنك"، بنظام "سويفت" للمراسلات المالية، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار، وتقديم خدمات الصيانة.
واتهمت روسيا أوكرانيا بعدم المحافظة على الضماناتٍ المكتوبة التي أقرّتها، والتي تعهدت بموجبها عدم استخدام الممرات الآمنة، التي كانت تتحرك ضمنها سفن نقل الحبوب لأغراضٍ عسكرية، الأمر الذي عدّته روسيا إخلالاً مهماً بالاتفاق.
وأخطرت روسيا، في 17 تموز/يوليو الجاري، تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، بأنها تعارض تمديد اتفاق الحبوب. وهذا يعني سحب الضمانات الروسية لسلامة الملاحة ووقف العمل بالممر الإنساني البحري في شمالي غربي البحر الأسود.
ووقعت كل من روسيا وأوكرانيا، مع الأمم المتحدة وتركيا، في 22 تموز/يوليو 2022 في إسطنبول، اتفاقية الأغذية بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا، بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة.
وجرى توقيع الوثيقة من جانب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف.