العنصرية تطارد الآباء من أصول أفريقية وأطفالهم في اميركا

الثلاثاء 08 آب , 2023 01:40 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

وجدت دراسة في اميركا أنّ الآباء من ذوي البشرة السوداء وأطفالهم أكثر احتمالاً للتعرّض لمعاملة غير مُنصِفة عند طلب الرّعاية الطبيّة أكثر من غيرهم.

وفي هذا السياق اشارت دراسة للمعهد الحضري (Urban Institute)، إلى بيانات استطلاع "Health Reform Monitoring" التّابع لهذه المؤسسة غير الربحيّة.

ووفقًا لما وجده الباحثون، أبلغ 22% تقريبًا من الآباء السّود عن الحُكم عليهم بشكلٍ غير عادل، أو تعرّضهم لسوء المعاملة بسبب عِرقهم، أو انتمائهم الإثني، أو لغتهم، أو نوع التّأمين الصحي الذي يتمتّعون به، أو وزنهم، أو دخلهم، أو إعاقتهم، أو سمات أخرى.

ووجد الاستطلاع أن معدّل إبلاغ الآباء السّود عن هذه المعاملة كان أعلى بنسبة 10% تقريبًا مقارنةً بالآباء البيض، أو من ذوي الأصول الإسبانيّة، أو الذين ينتمون إلى مجموعات عِرقيّة أخرى.

وقالت كبيرة الباحثين في المعهد الحضري، والمؤلّفة المشاركة في الدّراسة، دولسي غونزاليس، لـCNN: "تؤثّر هذه التّجارب على الآباء من ذوي البشرة الملونة، وأطفالهم بشكلٍ غير متناسب، وخاصّة الآباء السود". ولذا، قد يُشكّل فهم وردع هذه التّجارب "خطوة مهمة للمساعدة في سد الكثير من أوجه التّفاوت الصحيّة، والعِرقية، والإثنية التي نشهدها".

ووجدت الدّراسة أنّ 7 من أصل 10 من الآباء الذين أبلغوا عن تعرّضهم لمعاملة غير عادلة في مجال الرّعاية الصحيّة كانوا أكثر عرضة لتأخّر العلاج بعد تلك التّجارب.

وقد تؤدّي المعاملة غير العادلة إلى عواقب صحيّة سلبيّة، بحسب غونزاليس، وضغوط إضافيّة على المرضى، إضافةً لعدم ثقتهم في نظام الرّعاية الصحيّة إلى حد التّخلي عن العلاجات الضروريّة.

وأُجري الاستطلاع عبر الإنترنت ضمن عيّنة تمثيليّة على المستوى الوطني تتكوّن من 9،494 بالغًا أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا. ولكن استند التّحليل إلى ردود 2،981 من آباء الأطفال دون سن الـ19.

وفي هذا السياق، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن النساء والفتيات المنحدرات من أصل إفريقي يواجهن "نمطا منهجيا وتاريخيا" من الانتهاك العنصري في قطاع الصحة، في عدة دول، مما يعرضهن لخطر متزايد للوفاة أثناء الولادة.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ناتاليا كانيم، في بيان صحفي، إن « آفة العنصرية مستمرة بالنسبة للنساء والفتيات من ذوات البشرة السوداء في الأمريكتين، وكثير منهن من نسل ضحايا العبودية ».

وأضافت أن النساء والفتيات المنحدرات من أصول إفريقية يتعرضن، في كثير من الأحيان، « لسوء المعاملة والإيذاء، ولا تؤخذ احتياجاتهن على محمل الجد، وتتحطم أسرهن بسبب وفاة واحدة من أفرادها أثناء الولادة. لن تتحقق العدالة والمساواة إلا عندما تنظر أنظمة الرعاية الصحية لدينا في مطالب هؤلاء النساء وتوفر لهن رعاية محترمة ورحيمة ».

وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن سوء المعاملة التي تواجهها النساء المنحدرات من أصول إفريقية عند تلقي الرعاية الصحية تتراوح من الإساءة اللفظية والجسدية إلى الحرمان من الرعاية الجيدة ورفض تخفيف الآلام. ونتيجة لذلك، فإنهن يواجهن مضاعفات متزايدة أثناء الحمل وتأخر التدخلات، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.

هذه النتائج تضمنها تقرير صحة الأم للنساء والفتيات المنحدرات من أصل إفريقي في الأمريكتين، والذي تم إعداده بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، ووكالات الأمم المتحدة واليونيسيف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاء آخرين.

كما أشار التقرير إلى أن المنحدرات من أصل إفريقي يعانين من مستويات غير متناسبة من سوء المعاملة في الأوساط الصحية.

ويشير التقرير إلى أن هذا النوع من عدم المساواة أكثر حدة في الولايات المتحدة، حيث تزيد احتمالية وفاة النساء والفتيات من ذوات البشرة السوداء بمعدل ثلاث مرات أثناء الولادة أو في غضون ستة أسابيع من الولادة، مقارنة بالنساء غير المنحدرات من أصل إفريقي.

ورصد التقرير استمرار وفيات الأمهات من ذوات البشرة السوداء أيضا بغض النظر عن دخلهن ومستويات تعليمهن، إذ لا تزال وفيات الأمهات بين خريجات الجامعات الأمريكية من أصل إفريقي أعلى بمعدل 1.6 مرة من النساء من ذوات البشرة البيضاء الحاصلات على أقل من شهادة الدراسة الثانوية.

وفي منطقة الأمريكتين الأوسع، حيث يوجد ما يقدر بـ 209 ملايين شخص من أصل إفريقي، يقوم 11 بلدا فقط من أصل 35 بجمع بيانات صحة الأم موزعة حسب العرق.

ولمعالجة هذا الوضع وإنقاذ الأرواح، حث صندوق الأمم المتحدة للسكان الحكومات على جمع وتحليل بيانات صحية قوية مقسمة حسب الأصل العرقي والإثني.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل