الثبات ـ منوعات
خلصت دراسة أجراها المركز الألماني للسكري إلى أن هناك زيادة في عدد الإصابات بالسكري من النوعين الأول والثاني لدى الأطفال والمراهقين.
واستندت الدراسة، التي نُشرت نتائجها يوم الجمعة في دوسلدورف، إلى أرقام من ولاية شمال الراين-ويستفاليا.
وقال الباحث المشارك في إعداد الدراسة، يواخيم روزنباور، إنه من المؤكد أن الاتجاه مشابه في جميع أنحاء ألمانيا، مضيفاً أن حالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، الذي يرتبط غالبا بأنماط حياة غير صحية وبالسمنة، تزداد بنسبة 5 بالمئة تقريباً في المعدل السنوي للحالات الجديدة، بينما تزداد الإصابة بالسكري من النوع الأول بنسبة 2%، مشيراً في المقابل إلى أن أعداد الإصابة هنا أكثر من النوع الثاني.
تجدر الإشارة إلى أن النوع الأول هو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يدمر الخلايا التي تنتج هرمون الأنسولين.
وأكد معدو الدراسة أن زيادة الوزن والسمنة من العوامل المهمة في تطور مرض السكري من النوع الثاني.
ويعتزم الباحثون تقديم بياناتهم في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأبحاث مرض السكري (EASD) في هامبورغ مطلع أكتوبر المقبل.
وذكر روزنباور أنه مع ذلك لم يتم تشخيص نحو ربع الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني بالسمنة، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في الإصابة، موضحاً أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث في هذا الإطار.
ويستند الباحثون في استنتاجاتهم إلى بيانات سجل مرض السكري في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا.
وأوضح روزنباور أن السجل يضم أيضاً مسوحات سريرية حول الأمراض النادرة لدى الأطفال والمراهقين، وبيانات من مسوحات سنوية للعيادات ووثائق لمرضى السكري على مستوى ألمانيا.
ووفقاً للدراسة، تم خلال الفترة من عام 2002 حتى عام 2020 تشخيص ما يقرب من 15 ألف طفل ومراهق تقل أعمارهم عن 20 عاماً بمرض السكري من النوع الأول في الولاية.
وكان متوسط معدل الإصابة بالنوع الأول خلال الفترة المدرسية 9ر22 حالة لكل 100 ألف نسمة سنوياً، بينما بلغ عدد الإصابة بالسكري من النوع الثاني خلال الفترة المدرسية 670 فرداً في الفئة العمرية التي تم تحليلها من 10 إلى 19 عاماً.
وكان متوسط معدل الإصابة هنا فردين لكل 100 ألف نسمة سنوياً.
وفي حين أن الزيادة في معدل الحالات الجديدة من النوع الأول لدى الأطفال حتى سن الرابعة ظلت منخفضة (5ر0% سنوياً)، كانت معدلات النمو في الفئات العمرية الأخرى أعلى بكثير - بزيادة قدرها 7ر2% سنوياً بين من تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 14 عاماً. وكانت الزيادة في مرض السكري من النوع الثاني هي الأعلى أيضاً في هذه الفئة العمرية، بزيادة قدرها 7ر6% سنوياً.
ويعتقد الباحثون أن ارتفاع معدل الحالات الجديدة من مرض السكري من النوع الأول له علاقة بالتأثيرات البيئية المتغيرة - بما في ذلك النظام الغذائي ونمط الحياة والالتهابات الفيروسية وتضاؤل التنوع البيولوجي -أو بالتفاعل المعقد لهذه العوامل وعوامل أخرى وراثية. وعلى الرغم من البحث المكثف على مدى العقود الماضية، لم يتم تحديد ظروف خارجية واضحة بعد.
وداء السكري هو اضطراب مرضي في التمثيل الغذائي للسكر والذي، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة.