الثبات ـ منوعات
يعتمد الأباء الجدد عددا من الحيل والأجهزة التي يمكن أن تساعدهم على العناية بأطفالهم وتوفر لهم المزيد من الوقت، على غرار تسخين الطعام في الميكروويف.
لكن الخبراء حذروا من أن هذه الحيلة الموفرة للوقت قد تلوث طعام الطفل، حيث وجد فريق من علماء الأغذية والمهندسين والمتخصصين في البيئة في جامعة نبراسكا لينكولن أن عددا كبيرا من جزيئات البلاستيك الدقيقة يتم إطلاقها بواسطة الأكياس البلاستيكية التي تغلف طعام الأطفال عند تسخينه في الميكروويف.
وهذه قطع صغيرة من الحطام البلاستيكي غير المرئي للعين المجردة، لكنها غالبا ما تحتوي على مواد كيميائية سامة ملوثة.
ووفقا لتقرير حديث فإننا نبتلع ما يصل إلى ما يعادل بطاقة ائتمان أسبوعيا من الجزيئات البلاستيكية دون قصد، والتي يمكن أن تستقر في مجرى الهواء العلوي.
وسعى الباحثون في جامعة نبراسكا لينكولن إلى اكتشاف ما يحدث عند تسخين العديد من أغذية الأطفال التي يتم تعبئتها في أكياس بلاستيكية صغيرة، في الميكروويف.
وقاموا بشراء مجموعة من المنتجات التي يمكن طهيها في الميكروويف ومن ثم اختبروها.
وراقب الباحثون كيف تتفاعل الأكياس البلاستيكية مع الميكروويف بدلا من الطعام نفسه، ثم أزالوا الطعام وغسلوا الأكياس، وملأوا بعضها بمياه نانوية منزوعة الأيونات لمحاكاة الأطعمة السائلة، والبعض الآخر بحمض الأسيتيك لمحاكاة الأطعمة الحمضية.
وقام الباحثون بتسخين أغلفة الطعام هذه في الميكروويف لفترات مختلفة من الوقت ثم قاسوا عدد جزيئات البلاستيك التي انتهى بها المطاف في الطعام المحاكي.
وقاموا أيضا بتخزين الماء والحاويات المملوءة بحمض الأسيتيك في الثلاجة لمراقبة كمية البلاستيك التي تم إطلاقها دون تسخين "الطعام".
وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Environmental Science & Technology أنه في حين أن كمية المواد البلاستيكية الدقيقة تختلف اختلافا كبيرا، فإن جميع عينات أغذية الأطفال المحاكاة تحتوي على كميات كبيرة من البلاستيك.
على سبيل المثال، كانت محتويات كيس واحد تم وضعه في الثلاجة لمدة ستة أشهر يتم غمرها بنحو 580 ألف قطعة من البلاستيك الدقيق، بمقاس يتراوح بين 1 إلى 14 ميكرومتر.
وأطلقت نفس الحاوية بعد ذلك أربعة ملايين جزيء أخرى في طعام الأطفال عندما تم تسخينها في الميكروويف.
وحذر الأطباء سابقا من أن بعض أكياس طعام الأطفال يمكن أن تحتوي على سكر أكثر من المشروبات الغازية العادية.