الثبات ـ عربي
تعهّدت الإمارات بأن تسهم قمة المناخ كوب-28 التي تستضيفها هذا العام في "تغيير قواعد اللعبة" في مسألة مكافحة التغير المناخي، من دون استبعاد أي تقنية أو صناعة من المفاوضات.
وقال المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف السفير ماجد السويدي لوكالة فرانس برس "نريد مسارا تفاوضيا يأتي بالجميع إلى طاولة المفاوضات، لكننا نريد أيضا أن نرفع سقفها. فلندع كل قطاعات الاقتصاد تحضر وتقول ما هي حلولها".
وتابع السويدي الذي كان يتحدّث في بون في ألمانيا على هامش المؤتمر التحضيري لاجتماعات كوب-28 المقرّرة في دبي في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر "نتشاور مع قطاعات الطيران والنقل البحري وجميع القطاعات التي يصعب فيها الحد من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري".
كما اعتبر أنّ هناك حاجة للتحدث إلى الأطراف التي تملك "الموارد والمعرفة والقدرة التقنية والتكنولوجية التي ستساعدنا على تحقيق أهداف الانبعاثات، في موازاة تمكين النمو الاقتصادي المستدام لهذه القطاعات التي توفّر الوظائف والفرص للعديد من الناس".
وبدلاً من الدعوة إلى التخلي عن النفط والغاز بحسب ما يرغب العديد من المفاوضين، تفضّل الإمارات التحدث عن القضاء على "انبعاثات" الوقود الأحفوري ما يمهّد الطريق لاستمرار استخدامه، في حين أن التقنيات العديدة لالتقاط الانبعاثات ما زالت في بداية تطويرها.
أثار اختيار الإمارات لرئيس شركة النفط العملاقة "أدنوك" سلطان الجابر لرئاسة قمة مؤتمر الأطراف، انتقادات من نشطاء في مجال البيئة وبعض المسؤولين السياسيين.
لكن السويدي دافع عن الجابر الذي قال إنّه "عمل لمدة 20 عاما في مجال الطاقات المتجددة"، خصوصا بفضل منصبه كرئيس مؤسس لشركة "مصدر"، الشركة الإماراتية الوطنية في هذا القطاع، علما أنه كان أيضا مبعوثا للتغير المناخي.
وقال "ليس من قبيل المصادفة أن تم تعيينه رئيسا، وهذا أمر مهم للغاية. فلأول مرة هناك رئيس (للمؤتمر) هو في نفس الوقت رئيس تنفيذي عملي، يتفهّم القطاع الخاص والمجتمع المدني، وقد انخرط أيضا في قضايا التغير المناخي".
وتابع "انه شخص يمكنه حقا الجمع بين هذين العالمين".
وغالبا ما تُقابل تصريحات الجابر التي تؤيد الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري بفضل التقنيات الجديدة، بانتقادات.
كما وُضعت مسألة وقف استخدام الوقود الأحفوري، التي لم يرد ذكرها في اتفاقية باريس، على رأس الاهتمامات في مفاوضات بون. لكن المحاولة التي أيدتها أكثر من 80 دولة لإدراج هذا المسألة على جدول أعمال المناقشات، باءت بالفشل الاثنين.
وعلّق السويدي "إذا أراد الأطراف أن تكون هذه القضية على جدول الأعمال، فسنطرحها بالطبع".
وتابع "نريد مؤتمرا يغير قواعد اللعبة، مؤتمرا ينتقل من التغييرات التدريجية إلى التغييرات الكبيرة".
وأكّد مجددا على محاور العمل الرئيسية وهي التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومضاعفة المساعدات للبلدان الأكثر تضررا وفقرا، وتنفيذ المقررات المرتبطة بصندوق الخسائر والأضرار المعتمد في كوب-27، وإصلاح مسائل التمويل على صعيد عالمي.