ما قام به لم يفعله أحد لا قبله ولا بعده.. رئيس أمريكي من الماضي وأصغر سيدة للبيت الأبيض

الجمعة 02 حزيران , 2023 11:48 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

يشتهر العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين لارتباطهم بتأسيس البلد أو بالحروب والغزوات والإنجازات والأحداث الكبرى، إلا أن أحدهم تميز من بين أمور أخرى، بأنه تزوج في فترة رئاسته.

إنه جروفر كليفلاند، وهو رئيس سابق للولايات المتحدة، وقد تميز في شأن آخر بأنه تولى إدارة شؤون البلاد مرتين منفصلتين، فهو على الترتيب، الرئيس الأمريكي الثاني والعشري  والرابع والعشرين.

ولد جروفر كليفلاند الذي دخل التاريخ بسابقة عقد قرانه في البيت الأبيض أثناء رئاسته، في 18 مارس عام 1837، وكان واحد من تسعة أطفال لقس من نيوجرسي. ترعرع لاحقا في مدينة نيويورك حيث زاول مهنة المحاماة، ثم شغل منصب عمدة مقاطعة إيري في نيويورك.

في هذا المنصب الأخير، ظهرت صرامته الشديدة من خلال كشفه العديد من المتورطين في قضايا فساد ما لفت الأنظار إليه وفتح مزيدا من الفرض أمامه، وتولى منصب عمدة بوفالو بولاية نيويورك في عام 1881، ثم أصبح حاكما للولاية ذاتها.

نظر أليه الكثيرون على أنه رجل شديد النزاهة والصرامة وقادر على مواجهة السياسيين الآخرين من دون مجاملة، ما وضعه أيضا في مواجهة العديد من الأعداء والخصوم في الأوساط المتنفذة.

على الرغم من كل ذلك، ساند ترشحه للرئاسة الديمقراطيون والجمهوريون الإصلاحيون، وتمكن من هزيمة منافسه على المنصب، وهو جيمس بلين، من ولاية ماين، واصبح أول رئيس ديمقراطي منذ ربع قرن من الزمن بعد الحرب الاهلية الأمريكية.

كليفلاند كان معروفا بالتزامه الأخلاقي في العمل بأخلاقيات عمله، وكان يعمل أحيانا حتى ساعات الصباح الأولى، وكان يعرف بكرهه للظلم ومحاربته له، إلى درجة أنه رفض معاشات الحرب الأهلية، التي كان بها شبهة احتيال.

بعد أن طالب الجيش من الكونغرس تمرير قانون بشأن معاشات المحاربين القدامى ذوي الإعاقات غير المرتبطة بخدمتهم العسكرية، استخدم كليفلاند حق النقض ضده، لأنه رأى فيه شبهة سوء استخدام للمال العام!

ومن ذلك أيضا أنه كان يعارض بشدة أن تقدم الحكومة دعما ماليا لأي مجموعة اقتصادية، ظهر ذلك حين استخدم حق النقض مجددا ضد مشروع يمنح مزارعي تكساس الين كانوا يعانون من مضاعفات الجفاف الشديد 10000 دولار لتكاليف البذور، وردا على ذلك كتب يقول: "المساعدة الفيدرالية في مثل هذه الحالات تشجع على الاتكال على رعاية أبوية من الحكومة وهي تضعف مرونة شخصيتنا الوطنية".

في 2 يونيو عام 1886 خلال فترة رئاسته الأولى تزوج من فرانسيس فولسوم، ابنة شريكه السابق في مكتب المحاماة، وكانت تبلغ من العمر 21 عاما، في حين أن عريسها كان في التاسعة والأربعين من العمر. وبذلك سجلت العروس هي الأخرى سابقة بكونها أصغر سيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة!

 أقيمت احتفالات بالمناسبة على نطاق واسع، فيما خفف هذا الحدث السعيد من نمطية الصورة المتجهمة التي كانت تؤخذ عنه، وهو حتى الآن لا يزال الرئيس الوحيد الذي تزوج في البيت الأبيض.

حفل الزفاف الرسمي جرى في القاعة الزرقاء بالبيت الأبيض، وحضره 40 شخصا فقط، تولى الرئيس الأمريكي بنفسه اختيارهم، بل وتولى الإشراف حتى على التفاصيل بما في ذلك ان لا تحمل عروسه باقة مهور صغيرة في يدها، مبررا ذلك بقوله إن الياقوت والماس أكثر ملاءمة للسيدة الأولى في المستقبل!".

على الرغم الفارق الكبير في السن بين الرئيس الأمريكي حينها جروفر كليفلاند وعروسه فرانسيس فولسوم، إلا أن زواجهما صمد وانجبا خمسة أطفال، وعاشا معا طيلة حياتهما.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل