الثبات ـ صحة وتغذية
يُعدّ القلق مفهوماً واسع الانتشار على الرغم من اختلاف مُسبّباته، وظروفه، والأحداث التي تحيط به من شخص لآخر، وبفعل الظروف الحياتية اليومية التي يواجهها الشخص، لذا فإن الجميع مُعرَّضون للمرور بحالة من القلق بين الحين والآخر.
ويظهر القلق غالباً على الفرد عند مشارفته على الدخول في تجارب محفوفة بالمخاطر. وفي حالة الأطفال الصغار، فإن مرحلة الامتحانات النهائية في المدرسة تشبه هذا التوصيف، إن صحّ التعبير.
فتظهر فيها الحاجة إلى اجتياز التحديات المختلفة بسهولة ونجاح، فالقلق بذلك هو ردّة فعل واستجابة طبيعية، أما في حال استمرّت نوبات القلق مدّةً طويلةً، وبشكل مبالغ فيه مع تضخيم بعض المثيرات ما يؤدي إلى ظهور الاستجابات غير المناسبة، فإن القلق سيؤثر سلباً في استمرار حياة الطفل بشكر طبيعي ومستقرّ.
ما هو القلق من الامتحانات؟
من الممكن تعريف كلٍّ من قلق الامتحان وقلق التحصيل على النحو الآتي:
قلق التحصيل هو الشعور الذي يُلازم الطالب أثناء تعرُّضه للمواقف والمشكلات التي تتعلق بالبيئة التعليمية أو المدرسية؛ فهي حالة نفسية انفعالية تتمثل في العديد من الأبعاد والظروف، كالضغوط النفسية التي تلازم الطالب أثناء عملية المذاكرة، مثل: القلق، والتوتر، وفقدان التركيز، والخوف.
كما يظهر قلق التحصيل على الطالب من خلال العديد من الاستجابات والاضطرابات الفسيولوجيّة غير الطبيعية، مثل: التعب، والإعياء، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى مشاعر الخوف والرّهبة من المعلم أو الأستاذ، والخوف من مواجهته.
ويظهر أيضاً على هيئة مجموعة الضغوط والاضطرابات النفسية التي تلازم الفرد قبل فترة الاختبارات، وما يلازمها من خوف وتوتر وحالات ارتباك.
أما قلق الامتحان فهو قلق عام تصاحبه حالة انفعالية تتّسم بالتوتر والخوف، تصيب الفرد في مراحل مختلفة، وترتبط هذه الحالة بالامتحانات وبعملية التقييم.
فتظهر على الأطفال الطلاب العديد من علامات الاضطراب والتوتر والقلق، ويتمثل خطر هذا النوع من القلق عند وصوله إلى مرحلة متقدمة؛ وذلك عند انتقال القلق من مرحلة الدافع الإيجابي والتحفيزي وبذل الجهد والسعي إلى المزيد من الإنجازات والنجاحات، إلى مرحلة غير طبيعية وغير سوية، تقف عندها أعراضه في وجه استقرار الطالب ونجاحه قبل مرحلة التقييم أو النجاح وأثنائها.
وتحدّث علماء النفس عن العلاقة الوطيدة التي تربط ظاهرة القلق بعملية التعلُّم.
إذ أظهرت نتائج بعض الدراسات أن عدداً من الطلاب يظهر مستواهم بشكل أقل من مستوى قدراتهم الحقيقي أثناء عملية التقييم، بفعل تعرُّضهم لبعض المواقف أو الظروف التي تتّسم بأجواء التوتر والضغط النفسيّ كمرور الفرد بعملية الاختبار؛ فقد يظهر على الطلاب علامات الاضطراب والتوتر، وهذا ما يُطلَق عليه عادةً قلق الامتحان.
كيف تعرف إن كان طفلك يعاني من قلق الامتحان؟
يُظهِر قلق التحصيل والامتحان الكثير من الأعراض المختلفة عند الطالب، منها:
صعوبة النوم والأرق والتوتر، وسيطرة بعض الأفكار الوسواسية في مرحلة ما قبل الامتحان وأثناء فترة التحصيل.
بعض الأعراض الفسيولوجية كتسارع خفقان القلب، وجفاف الحلق والشفتين، وغزارة التعرّق، وآلام البطن، بالإضافة إلى ضيق النفس.
اضطراب أداء العمليات العقلية، مثل: التركيز، والتفكير، والتذكر، وكذلك تشتُّت الانتباه، وتدنّي القدرة على التركيز وتذكر المعلومات عند الحاجة إليها، سواءً في الامتحان أو المواقف التعليمية المختلفة.
لكن من الجيد معرفة عناصر قلق التحصيل والامتحان ومكوّناته، وهي:
المكوّن المعرفي: ويُسمّى الانزعاج المتواصل، والانشغال المستمرّ من قبل الطالب بالتفكير بشكل كبير في توابع فشله إن حصل، ويتبع هذا الانزعاج الخوف من فقدان الفرد مكانته وتقديره لذاته، ويشكّل ذلك سمة القلق.
المكوّن الانفعالي: هو استجابات الفرد الانفعالية التي تظهر بالضيق، وعدم الارتياح، ونوبات التوتر والهلع قبل الامتحان وأثناءه، بالإضافة إلى الكثير من الأعراض الفسيولوجية الانفعاليّة.
وللحدّ من الآثار السلبية لقلق الامتحان والتحصيل عند الأطفال
اقترح بعض الأخصائيين النفسيين والمرشدين إجراءات وخطوات عملية للحد قدر الإمكان من الآثار السلبية من قلق التحصيل والامتحان، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
مساعدة الفرد في فهم ذاته والآخرين والمشكلات من حوله.
تقديم الإرشادات اللازمة للفرد؛ لرفع مستوى ثقته بنفسه وتقديره لذاته، وشعوره بالأمان.
التدريب المستمر على عملية الاسترخاء كتمارين التنفس والتخيل.
التدريب على استخدام المفردات الإيجابية التحفيزية، والابتعاد عن الخطاب الذاتي السلبي.
تشجيع الطالب على الاستثمار والاستغلال السليم والمثمر للوقت، والحفاظ على العادات الدراسية السليمة ومحاولة التغلب على العادات الدراسية السليمة التي تساعد على استقراره النفسي.
التدرب على التفريغ الانفعالي، باللعب، وتمثيل الأدوار.
علاج القلق عند الأطفال بشكل عام
كما من الممكن مساعدة الطفل القلق في تغلبه على قلقه بشكل عام، أو وقاية الطفل العادي من تعرّضه للقلق بالعديد من الطرق، منها:
تدريبه على مهارات الاسترخاء، مساعدته وتدريبه على استخدام الاستراتيجيات التي تساعده على مقاومة القلق، كطلب التفكير في الخبرات والمواقف السعيدة والهادئة، وتوجيهه عند تعرّضه للمشكلات المختلفة، ومساعدته على اختيار الجوانب والطرق المناسبة لحلها.
وهناك أيضاً طرق تشجيع الطفل على تنفيسه عن انفعالاته، وتعبيره عن مشاعره.