الثبات ـ فلسطين
تواصل "منظمات الهيكل" المزعوم المتطرفة حشد أنصارها من المستوطنين، لفرض أكبر اقتحام في تاريخ المسجد الأقصى المبارك، يوم الخميس المقبل، في ذكرى ما يسمى "توحيد القدس".
وتسعى المنظمات المتطرفة لوصول عدد المقتحمين للمسجد الأقصى إلى 5 آلاف مقتحم، باعتباره هدفها المركزي والاستراتيجي لهذا اليوم، حيث ساهم عدد من قادتها ونشطائها في التعبئة لهذا الاقتحام بنشر صورهم وهم يحملون الرقم 5000 من داخل ساحات الأقصى.
وتستخدم تلك المنظمات هذا الرقم باعتباره سقفًا تعبويًا لجمهورها مع إدراكها لصعوبة تحقيقه، خصوصًا وأن أكبر رقم حققته في تاريخها كان 2200 مقتحم في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" يوم 7 أغسطس 2022.
ويوم "توحيد القدس" هو اليوم الذي أكملت فيه "إسرائيل" احتلالها لمدينة القدس بالكامل، بعد احتلال شطرها الشرقي، بما فيها البلدة القديمة والمسجد الأقصى عام 1967.
أجندة متطرفة
المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول: إن "المسجد الأقصى يشكل بالنسبة للاحتلال وجماعات المتطرفة أيقونة السيادة، ويرى أن سيادته منقوصة ما لم تُفرض داخل المسجد، لذلك يحاول بشتى الوسائل حشد أعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحامه، في ذكرى احتلال القدس".
ويضيف الهدمي، أن "حكومة الاحتلال اليمينية أثبتت منذ تشكيلها حتى اليوم، فشلها في فرض أجندتها وتحقيق أهدافها بشأن المسجد الأقصى، كما أنها حكومة ضعيفة لم تستطيع تنفيذ ما قامت به الحكومات السابقة".
ويؤكد أن الاحتلال يريد التصرف كيفما يشاء بالأقصى، بهدف تغيير الوضع القائم فيه وفرض سيادته الكاملة عليه، وتوحيد القدس تحت سيطرته، ويتعمد تحقيق قفزة بهذا الشأن.
ويوضح أن "منظمات الهيكل" تحاول استغلال ما يسمى يوم "توحيد القدس"، عبر الدعوات لاقتحام الأقصى صباحًا، وتنظيم "مسيرة الأعلام"، وتطويرها بحيث تمر من البلدة القديمة باتجاه الأقصى، والمطالبة باقتحامه عبر باب الأسباط أثناء المسيرة.
وتسعى حكومة الاحتلال من وراء ذلك- وفقًا للهدمي- لإظهار أنها حكومة قوية، وخاصة بعد الفشل التي مُنيت به في العدوان الأخير على قطاع غزة، وعدم قدرتها على تنفيذ ما وعدت به.
ويتابع "نحن نواجه حكومة يمينية ضعيفة، تريد إثبات قوتها وسيطرتها في القدس، من خلال مسيرة الأعلام، واقتحام الأقصى، لكنها ستفشل بتحقيق ذلك".
ويرى أن "الاحتلال يجد أنه من الصعب التحرك بأريحية بشأن انطلاق المسيرة الاستفزازية، وخاصة بعد العدوان على غزة، وهذا ما عزز من قدرة المقدسيين على إفشالها ومواجهتها جماهيريًا، كما حدث سابقًا".
وخلال العام 2022، شهد المسجد الأقصى عدوانًا إسرائيليًا، تمثل في "رفع أعلام الاحتلال بشكل جماعي على طول الرواق الغربي، وأداء ما يسمى (السجود الملحمي) في المنطقة الشرقية للمسجد، والصلاة والرقص الجماعي الصاخب بين المصلى القبلي والبائكة الجنوبية".
بدوره، قال أحد نشطاء "جماعات الهيكل" رفائيل موريس في تغريدة عبر "تويتر"، إنه تم تقديم طلب للشرطة الإسرائيلية الأسبوع الماضي لإقامة حلقات رقص بيوم "توحيد القدس" في المسجد الأقصى، مؤكدا أنه "حان وقت فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد".