الثبات ـ دولي

الضبابية تخيم على المشهد السياسي في تركيا على أعتاب انتخابات رئاسية وتشريعية مفصلية ولا حسم في أفق آراء الناخبين.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي تقدم مرشح المعارضة أو ما يعرف بالطاولة السداسية للرئاسة كمال كيليتشدار أوغلو على الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بفارق طفيف قارب الخميسن بالمئة من الأصوات اللازمة لضمان تجنب دورة ثانية.

في المقابل يواصل تحالف أردوغان اليميني التقدم على تكتل المعارضة في الانتخابات التشريعية رغم وجود فرصة للمعارضة في الفوز بالأغلبية إذا تمكنت من نيل دعم تحالف يساري جديد من الأكراد.

وفيما يخص التطورات السياسة المصاحبة للاستحقاق الكبير في تركيا، تتصاعد حدة حرب الاتهامات بين الجانبين، إذ يتهم محور أردوغان الولايات المتحدة بمحاولة التأثير على انتخابات بلاده نصرة لغريمه الذي يوجه هو الآخر اتهامات مماثلة لروسيا بدعم أردوغان، وهي اتهامات تنفيها بشدة كل من واشنطن وموسكو.

أما الفارق بين الرجلين فيكمن في الخطط والمشاريع المقدمة، إذ يعد كيليتشدار بالتخلي عن النظام الرئاسي الذي اعتمد في البلاد عام الفين وثمانية عشر والعودة إلى نظام برلماني توكل فيه صلاحيات السلطة التنفيذية إلى رئيس وزراء منتخب من البرلمان إضافة إلى وعود بتعزيز الحريات وإلغاء جريمة إهانة الرئيس وصولا إلى وعود اقتصادية أبرزها إعادة التضخم إلى دون العشرة بالمئة في غضون عامين، كما وعد بتأكيد مكانة أنقرة داخل حلف الناتو وإعادة العلاقات مع سوريا لضمان عودة اللاجئين لبلادهم.

في المقابل حذر أردوغان مؤيديه من دفع ثمن باهض في حال هزيمته واتهم الغرب بتمويل منافسيه ومحاولة تقويض سيادة بلاده، وتركزت وعوده على إعادة بناء المناطق المتضررة من الزلزال في غضون عام واحد وتطوير القطاعات الصناعية والدفاعية ومكافحة الإرهاب وإنشاء مشروع قناة اسطنبول وخفض معدلات التضخم.