الثبات ـ عربي
أجمعت شخصيات مغربية على رفض التطبيع وإدانته وتجريمه، مشددة على دعم المقاومة الفلسطينية حتى التحرير والاستقلال.
جاء ذلك خلال عقد الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، الأحد، مجلسها الوطني الثالث تحت شعار “جميعا مع المقاومة الفلسطينية ومناهضة التطبيع”، بالعاصمة الرباط.
وشارك في الاجتماع الذي احتضن أشغاله المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مختلف مؤسسات الجبهة ومنتدبي فروعها وأعضاء مكتبها المركزي، وتميز بحضور فاعلين مدنيين وقادة سياسيين ورؤساء أحزاب ومثقفين.
وتوزعت أعمال المجلس على ثلاثة محاور رئيسة؛ الأول الجلسة الافتتاحية، والثاني تكريم المناضلين الشامخين النقيب عبد الرحمن بنعمرو ومحمد بنسعيد، والثالث خُصّص لأشغال المجلس الوطني التنظيمية والمالية والأدبية.
الجلسة الافتتاحية التي أدارها عبد الرزاق الإدريسي عضو سكرتارية الجبهة، انطلقت على إيقاع الشعار المغربي الراسخ “فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة/ فلسطين أمانة.. باعوها الخونة”، تميّزت بإلقاء كلمات عدد من قادة التنظيمات والأحزاب الداعمة للجبهة ناهيك عن مسؤوليها.
وفي كلمته الافتتاحية شدّد جمال العسري المنسق العام للجبهة، أننا نعيش اليوم مرحلة لم يعد كافيا فيها أن تكون ضد التطبيع وأن تعلن رفض التطبيع وتقعد جالسا، بل إننا في “مرحلة المواجهة” التي ينبغي أن “نحطم فيها جواد الخيانة”، وهي أيضا “مرحلة التحصين” تحصين الشعب بكل فئاته ضد ما يُخطّط له لعلنا ننقذ الوطن.
وقال العسري: اليوم نحن جميعا مجتمعون داخل جبهتنا من أجل تحد الدمار وإعلان رفض التطبيع وتشبثنا بقضيتنا الأولى قضية فلسطين.
وأضاف: نأبى الاستسلام ونأبى الخنوع ونأبى التطبيع ونأبى الخيانة، ونرفع صوتنا عاليا “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، فلسطين بقدسها ومقدساتها، بشعبها وشهدائها، بأسراها ولاجئيها، بأرضها وزيتونها.
التطبيع.. نفاق وخداع
في الكلمة الثانية، جددت نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد رفض حزبها لاتفاقية التطبيع المشؤومة الموقعة عام 2020، واصفة إياها باتفاقية نفاق وخداع.
وعدّت التطبيع خيانة كبرى لحاضر ومستقبل كل الشعوب العربية والمغاربية، ومذكرة بأن التطبيع قديم في المغرب ابتدأ مع الاستخبارات التي نقلت مواطنين مغاربة يهود ليستوطنوا أرض فلسطين ويحتلوها مع المحتلين وليعتنقوا العقيدة الصهيونية، ثم اتخذ التطبيع لاحقا أبعادا جديدة وطال جل المجالات والقطاعات.
أكبر قضية عادلة
من جهته، أكد مصطفى الشافعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن القضية الفلسطينية أكبر قضية عادلة عرفها التاريخ البشري، منبها إلى أن هذه القضية والنضال من أجلها هو نضال عام من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأشار المتحدث إلى أن المدافعين عن عدالة فلسطين يواجهون اليوم تحديين؛ الأول يتمثل في انتشار رقعة الصمت تجاه القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والذي يجسده الجمود الدولي إزاء مختلف الأحداث والخروقات التي تقع في الأراضي المحتلة، وهذا على خلاف الماضي الذي كانت تحظى فيه القضية بالنقاش في كل مناسبة.
مواجهة التطبيع
من جهته أكد عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أهمية التعاون والتنسيق من أجل قضية فلسطين، قضية العرب والمسلمين المركزية.
التطبيع اليوم، يقول متوكل، أصبح سياسة رسمية للدولة، تُوقَّع الاتفاقات علنا وأمام عدسات الكاميرات، وتُنظّم التظاهرات الثقافية وتستدعى لها شخصيات صهيونية بارزة، وتبرمج مشاريع في عدة مجالات بما فيها المجال الأمني والعسكري، بمعنى أصبحنا أمام أخطبوط سرطاني يتمدد في المجتمع المغربي بسرعة رهيبة.
والأخطر، يحذر المتحدث، هو الاختراق المجتمعي الذي أصبح يستهدف ترويض المغاربة على قبول الاحتلال الصهيوني لفلسطين أو اعتبار تلك القضية هامشية لا تعنينا، وكذلك قبول القتلة والمفسدين بين ظهرانينا في المغرب أرض المجاهدين والأحرار. من هنا يتأكد أهمية التصدي للتطبيع ونشر الوعي بآثاره المدمرة للبلاد والعباد.