الثبات ـ عربي
قال أستاذ العلوم السياسية عميد كلية تجارة أسيوط الأسبق في مصر إسماعيل صبري مقلد إن الولايات المتحدة تتعامل مع الحرب في السودان بتجاهل ولا مبالاه وليس لديها نية حقيقة لإنهاء الصراع.
وأضاف صبري مقلد في أن الاتصالات التي تتسم بدرجة واضحة من اللامبالاة التي تجريها الادارة الأمريكية مع بعض الأطراف الإقليمية العربية والإفريقية لتهدئة وتيرة العنف، الذي يدور حاليا في السودان، لا تشير إلى أن الولايات المتحدة تريد استخدام ثقلها السياسي الدولي الكبير، سواء داخل الأمم المتحدة أو خارجها، لوقف تدهور وتفاقم هذا الصراع الخطير ومنع انتشاره واتساع رقعته وامتداد مضاعفاته الي خارج السودان.
وأوضح أن الموقف الأمريكي السلبي من الصراع المسلح الذي يضرب السودان الآن وينذر بالكثير مما لا تحمد عقباه إقليميا ودوليا، هو أن هذا الصراع بوتيرته المتسارعة جاء ليحول اهتمام العالم كله، شرقا وغربا، ومعه اهتمام الإعلام الدولي برمته من الحرب في أوكرانيا إلى الداخل السوداني، وما يحتمل أن يثيره تطور الحرب الاهلية من تداعيات امنية وتحولات استراتيجية اقليمية ودولية بالغة الخطورة.
وأضاف أن هذا التحول في اهتمام المجتمع الدولي من أوكرانيا إلى السودان، يجعل الإدارة الأمريكية محبطة، لأنه يعيقها عن تحقيق أحد أهم أهدافها الاستراتيجية من هذه الحرب وهو عزل روسيا عن محيطها الدولي الواسع، والابقاء عليها تحت الحصار الإعلامي الغربي الدائم لها كما لم يحدث من قبل مع أي حرب إقليمية أو دولية كانت روسيا طرفا فيها.
وقال إنه وبعد ما يقرب من أسبوعين كاملين الآن، أسقط الراي العام الدولي الحرب الإوكرانية من ذاكرته وأخرجها من دائرة اهتمامه، ولم يعد مشغولا بها، كما لم يعد يري فيها خطرا داهما على أمن العالم واستقراره علي نحو ما يراه في الحريق المشتعل حاليا في السودان والذي يمكن ان تمتد نيرانه الحارقة من إفريقيا إلى خارجها.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية لا تضع هذا الخطر في حجمه الحقيقي، وذلك من منطلق أن الصراع في أوكرانيا ومحاولة هزيمة روسيا، وليس ما يحدث في السودان، هي التي تشكل بالنسبة لها الأولوية الاستراتيجية التي يجب ان تسبق كل الاولويات.
وقال إنه من هذا المنطلق تريد إدارة بايدن تهميش هذا الملف الأمني وتحجيمه بتصويره كنزاع داخلي يمكن إدارته وتسويته من خلال بعض الوسطاء الإقليميين.