الثبات ـ عربي
أكدت مصادر رسمية عراقية وإيرانية أن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد سيزو خلال الأسابيع القليلة المقبلة الجمهورية الاسلامية الإيرانية تلبية لدعوة وجهت له في وقت سابق من قبل نظيره الإيراني السيد ابراهيم رئيسي.
ونقلت وسائل إعلام من بغداد وطهران عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين تأكيده خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الرئيس رشيد سيقوم بزيارة رسمية وشيكة للجمهورية الاسلامية يبحث خلالها مع كبار المسؤولين الإيرانيين جملة من الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين الطرفين بشتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وكذلك الملفات المتعلقة بالأوضاع الإقليمية، وسبل احتواء مشاكل وأزمات المنطقة بما يعود بالنفع والفائدة على كل شعوبها.
وفي بيانها الرسمي الذي تداولته مختلف وسائل الإعلام، قالت وزارة الخارجية الإيرانية "إن حسين أمير عبد اللهيان وفؤاد حسين ناقشا في المكالمة الهاتفية عدة قضايا، من بينها العلاقات الثنائية، والعلاقات الإيرانية مع الاتحاد الأوروبي، والتطورات في المنطقة، وأهمية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، ومكافحة الإرهاب" حيث "أعرب الوزير العراقي عن ارتياحه لاستئناف العلاقات بين طهران والرياض، كما كشف عن زيارة وشيكة للرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لإيران".
من جانبها، أكدت مصادر خاصة في رئاسة جمهورية العراق أن الرئيس عبد اللطيف رشيد سيزور إيران خلال النصف الأول من شهر أيار/مايو المقبل، على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددًا من الوزراء والمستشارين، وستستمر الزيارة عدة أيام يلتقي فيها الرئيس العراقي كبار القادة والمسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
ويذكر أن الزيارة المنتظرة هي الأولى للرئيس العراقي لإيران منذ توليه منصبه في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، علمًا أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان قد زارها في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وأجرى مباحثات معمقة مع القادة الإيرانيين بشأن مختلف الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويرتبط العراق مع إيران ــ الذي يشترك معها بحدود برية بطول 1500 كم تقريبًا تمتد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ــ بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة والمجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية.
وتقدر مختلف التقارير حجم التبادل التجاري بين البلدين الجارين بحوالى عشرة مليار دولار سنويًا، هذا في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون إيرانيون مؤخرًا أن التبادل التجاري الإيراني مع دول الجوار قد ازداد خلال السنة الإيرانية الماضية بنسبة 14.4%، اذ إنه وصل الى تسعة وخمسين مليار دولار مع خمس عشرة دولة، وكانت النسبة الأكبر من التبادل التجاري مع العراق.
وفي السياق نفسه، أكّد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق محمد كاظم آل صادق في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام عراقية مؤخرًا عمق ومتانة العلاقات العراقية-الإيرانية، وحرص بلاده على أمن واستقرار وسيادة العراق، وتثمين دوره الإيجابي الفعال في معالجة أزمات ومشاكل المنطقة في اشارة الى الوساطة العراقية بين طهران والرياض، والتي أفضت الى إنهاء قطيعة دبلوماسية كاملة دامت سبعة أعوام، وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين أكبر قوتين إقليميتين في المنطقة عبر اتفاق تاريخي رعته الصين في العاشر من شهر آذار/مارس الماضي.