الثبات ـ منوعات
صنفت الروائية البريطانية الفلسطينية إيزابيلا حماد بين الخمس الأوائل على قائمة غرانتا التي ضمت عشرين من أفضل الروائيين البريطانيين الشباب.
التميز الجديد الذي حققته حماد جاء بعد نجاح روايتها التي تحمل عنوان «ادخل أيها الشبح»، وهي قصة فتاة تدعى سونيا تعمل ممثلة وهي في سن الثامنة والثلاثين من العمر .
وتتحدث الرواية الجديدة عن سونيا التي تعيش في لندن، وتقرر زيارة موطنها الأصلي فلسطين لأول مرة منذ سنوات طويلة بعدما تعرضت لانتكاسة في علاقة غرامية مع أحد المخرجين المسرحيين .
تتوالى فصول الرواية عندما تصل سونيا إلى حيفا لتقابل هناك أختها الكبرى حنين حيث تقرر العيش معها ، وما تلبث أن تتعرف سونيا على مريم وهي صديقة شقيقتها . وما يزيد الأمر تشويقا أن مريم تعمل في المسرح فتطلب من سونيا تأدية دور مهم في في النسخة العربية لمسرحية شكسبير «هاملت»، لعرضها على أحد مسارح الضفة الــغربية.
هنا تبدأ تحدي من نوع آخر بينها كيفية تقديم الفن تحت الرصاص الذي يطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وما يواجهه الفـــنانون من مصاعب لا تقتصر على التمويل بل تتعداه إلى تعرضهم للملاحقات الأمنية والاعتقالات المتكررة .
وتحاول الرواية الإجابة على أسئلة كثيرة تتمحور حول سماح الاحتلال للفلسطينين بعرض فنهم، وحول حرية الفن تحت بنادق الاحتلال.
وتستعرض أيضا محاولات تفتيت المجتمع الفلسطيني عبر توتير العلاقة داخل طاقم التمثيل نفسه من خلال تقسيمه على أساس جــــغرافي بفعل الاحتلال ، ما بين فلسطينيين لاجئين في المخيمات، وآخرين يعتبرون من فلسطينيي الداخل، أو من سكان الضفة الغربية المحتلة ، وصولا إلى قيام قوات الاحتلال باقتحام المسرح ليلة افتتاح المسرحية .
تقف الرواية هنا عند مقارنة لافته وتحديدا في الوقت الذي يدبر فيه «هاملت « لعرض مسرحية ترغم كلوديوس على مواجهة ذنبه، فتتطابق الوقائع بين «هاملت» تماما مع وضع الممثلين الفلسطينيين، حيث يتحدى المقهورون قاهريهم من خلال فعل العرض المسرحي نفسه.
هذه الرواية هي الثانية لإيزابيلا حماد، بعد نجاح روايتها «الباريسي» . وتُلقي تلك الرواية الضوء على حقبةٍ مهمةٍ من التاريخ الفلسطيني، من خلال رحلة شاب فلسطيني هو جدها الأكبر يرحل من فلسطين إلى فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى، حتى رجوعه إلى فلسطين عشيّة نضالها من أجل نيل استقلالها من الانتداب البريطاني.