الثبات ـ عربي
حضّ وزير الخارجية المصري سامح شكري تركيا على سحب قواتها من سوريا، في موقف يؤكد أن التوتّرات لا تزال قائمة على الرغم من جهود رأب الصدع.
ويزور وزير الخارجية المصري أنقرة لإجراء جولة محادثات هي الثالثة مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
ويأتي تسريع وتيرة التواصل الدبلوماسي مع تركيا الغارقة في أزمة اقتصادية والتي ستشهد الشهر المقبل انتخابات مفصلية، في إطار الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية التي وقع خصام بينها وبين أنقرة خلال العقد الماضي.
وجدّد شكري التأكيد على أنّ القاهرة تريد مواصلة تحسين العلاقات التي انقطعت إثر إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي، حليف تركيا، في العام 2013.
لكنّ شكري أشار إلى وجود تباينات حول سوريا حيث تنشر تركيا قوات وتدعم فصائل معارضة في الحرب التي تشهدها البلاد.
وشدّد وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات مع تشاوش أوغلو على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وعلى وجوب انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية.
ويعقّد الانتشار العسكري التركي في شمال غرب سوريا جهود أنقرة الرامية إلى عقد قمة للسلام مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وتسرّع مصر وحكومات عربية الجهود للتقارب مع دمشق، في خطوات أثارت حفيظة واشنطن.
وكان شكري قد استقبل في نيسان/أبريل الحالي نظيره السوري فيصل المقداد في القاهرة، في زيارة هي الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ أكثر من عشر سنوات.
وتسعى تركيا لعقد لقاء قمة بين رئيسها رجب طيب إردوغان والأسد، لكنّ الأخير يشترط انسحابا مسبقا للقوات التركية من بلاده لعقد الاجتماع.
وجدّد تشاوش أوغلو التأكيد على موقف بلاده الثابت والذي يعتبر الوجود العسكري على الأراضي السورية ضروريا لمكافحة "الإرهاب".
وقال تشاوش أوغلو "علينا أن نتأكد من عدم وجود أي تهديد لنا هناك".
إضافة إلى دعمها فصائل معارضة، نفّذت تركيا عمليات عسكرية عدّة في سوريا، خصوصا للتصدي لمجموعات كردية تعتبرها "إرهابية".