الثبات ـ عربي
أكَّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنَّ النتيجة الحتمية لمآل الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين هي الزوال، مشيرًا إلى أنَّه عندما نتحرك لمواجهة الكيان الصهيوني فلنطمئن إلى أن عاقبته المحتومة هي الهزيمة والزوال.
وبمناسبة يوم القدس العالمي، أوضح السيد الحوثي أنَّ طريق القرآن هو الذي يكفل لنا النصر في الدنيا والفوز في الآخرة، مضيفًا: "مما عشناه من تجرية في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وما تتمتع به إيران من منعة وعزة، ندرك أن تولي الله هو طريق النصر.
ولفت إلى أنَّ ما يحاول الأعداء تصويره لأي اتجاه مقاوم على أنه عمالة لإيران هو افتراء، فإيران تقف من منطلق عقائدي وديني، وتابع: "نتحرك من منطلق قرآني يجمعنا بأحرار أمتنا الذين يتحركون قد سلمت فطرتهم، فالموقف من اللوبي الصهيوني وأمريكا هو موقف فطري وطبيعي".
وقال إن "تعاوننا مع أحرار أمتنا هو شيء نفخر به، وهو واجبنا الإنساني والأخلاقي والإسلامي وهو عنصر قوة لنا"، مشددًا على أنَّ النتائج الإيجابية لتعاون أحرار الأمة بدأت تتجلى وستكون ثمرتها إن شاء الله تحقيق النصر الحاسم.
ودعا السيد الحوثي، أبناء الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في مسيرات حاشدة بمناسبة يوم القدس العالمي، مشيرًا إلى أنَّ "حضور شعبنا يعبر عن موقفه الإيماني في عداء الصهاينة ومناصرة الشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة الموقف مع أحرار أمتنا.
ولفت إلى أنَّ جماهير الشعب اليمني غدًا ستؤكد الاستعداد لخوض أي معركة حاسمة ضد العدو الصهيوني الزائل حتما،
وقال: "إن اليهود أعوان الشيطان يتجهون لتجريد أمتنا من كل عناصر القوة، ويدركون الأهمية المعنوية لديننا، ويدركون أن تفريغهم للأمة من مبادئها ودينا فإنها لن تتحرك ضمن مشروع ذاتي لها.. مشيرا إلى أن اليهود يسعون لإنهاء حالة العداء الإسلامي لهم وذلك كي لا تكون للأمة أي ردة فعل تجاه محاولتهم في السيطرة عليها".
وأضاف أنَّ "اليهود يريدون أن تمول أمتنا مؤامراتهم وأن تنفذها وتدفع تكاليفها كما يحصل في حروبهم بالوكالة، كما يسعى اليهود لأن يكونوا الآمر الناهي لأمتنا، والذي يرسم السياسات ويحدد المواقف".
وأشار إلى أن أول نقطة في الصراع مع الصهاينة هي مسألة التولي لهم التي حذر منها القرآن الكريم، مبينًا أنَّهُ "في مقابل سعي اليهود لتطويعنا، نسعى لمحاربتهم في التطويع والتولي والتوعية تجاه خطرهم والتعبئة ضدهم".
وأكد قائد حركة "أنصار الله" أن الموقف الصحيح هو السعي لتحصين الأمة من الارتباط باليهود عبر التعبئة المستمرة ضدهم، مؤكدًا أنَّ آل خليفة في البحرية والأنظمة الإماراتية والمغربية والسعودية اتخذوا خطوات عملية في التطبيع مع كيان العدو رغم التحذير القرآني.
وأشار إلى أنَّ الأنظمة المطبعة مع كيان العدو وصل بهم الحال إلى ظلم أمتهم والتآمر على شعوبهم مقابل التودد للصهاينة، موضحًا أنَّ الأنظمة المطبعة سعت لحرف بوصلة العداء عن الصهاينة إلى من يتصدى لهم من أبناء الأمة.
وشدَّد السيد الحوثي على أنَّه لا ينبغي أن يكون خيار الأمة السكوت في مواجهة أعدائها، فالسكوت يعني تمكينهم من الوصول إلى أهدافهم، لافتًا إلى أنَّ أعداء الأمة يسعون لأن تضل عن سبيل عزتها وقوتها وكرامتها، ويتحركون في كل المجالات.
وقال إنَّ الأعداء يسعون في المجال السياسي لتمكين الطغاة من السيطرة على رقاب الأمة وإغراقها بالخلافات السياسية، معتبرًا أنَّ الأعداء حولوا الأمة إلى سوق استهلاكي لبضائعهم لتدر لهم الأرباح، ويأخذون الموارد الأولية منها بأبخس الأثمان.
وأضاف: "ربط اليهود الأمة بالاعتماد على الدولار لتكون من أكبر المساهمين في ربط الاقتصاد العالمي بالدولار، كما يعملون على أن يكون التعليم في بلداننا غير مفيد، وفي الإعلام يسيطرون على الرأي العام والتصورات والاهتمامات".
وتابع: "في المجال الاجتماعي يسعون لتفكيك المجتمع وتحويله إلى كيانات متباينة وأن يفصلوا المرأة عن أسرتها.. مشددا على وجوب أن نستحضر الصراع مع الأعداء في مختلف المجالات، وأن ندرك أنهم يسعون للسيطرة علينا".
وأشار السيد الحوثي إلى أنَّ قوى الشر تسعى لفصل المرأة عن أسرتها ويحركونها لتكون عنصرا مفسدا في المجتمع.، مؤكدًا أنَّ أمريكا واللوبي الصهيوني يتحركون لدعم ونشر جريمة الفاحشة المثلية ويسعون لحمايتها بالقانون وهذا يبين مدى فسادهم.
ولفت إلى أنَّ أعداء الأمة يريدون أن يروا شباب الأمة مجردين من القيم ومدمرين صحيا وأخلاقيا ودون إنتاجية اقتصادية.
وأكَّد السيد الحوثي وجوب أن نخوض معركتنا في كل المجالات، وأن نعي مساعي أعداء الأمة لندرك طبيعة الصراع معهم، ذاكرًا أنَّهُ في الحروب التي شنها الأعداء على الأمة فتكوا بالناس بأخطر أنواع الأسلحة، وعندما أشرفوا على حروب أدواتهم لاحظنا الوحشية والإجرام الذي قدموا له الغطاء الإعلامي والسياسي.
وسأل: "أين هي حقوق الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية؟ أين كانت حقوق الإنسان في غزو العراق؟ أين هي حقوق الإنسان أمام ما فعلته أدوات الأمريكيين في بلدنا؟".
وأوضح أن الأمريكيون والصهاينة يمتلكون كل أنواع الأسلحة حتى النووية والجرثومية، وهذا يعبر عن إجرامهم وعدوانيتهم.. مضيفا بالقول: يحاصرون الشعب الفلسطيني من أجل أن يذهبوا بالجرافات لتدمير منازله وقلع أشجار الزيتون دون أن يكون هناك قوة للتصدي له.
وأضاف: "يريدون أن يظهروا بأن المشهد الحضاري لأمتنا أن تكون ضعيفة عزلاء، ويصبح وصول السلاح تهمة كما حصل مع شعبنا.. لافتا إلى أن الأمريكيون والصهاينة يتجهون لمنع أي نهضة للأمة، ويحاربونها بالسياسات المدمرة لكل شيء".
وأشار السيد الحوثي إلى أنَّ "أعداء الأمة يسعون أيضا لمنع سيادة الإسلام في بلداننا، ويفرخون ديانات جديدة لنشرها في مجتمعاتنا، والطريق الصحيح لمواجهة الأعداء هو الموقف القرآني، الذي يحمي الأمة من الشر والفساد والظلم، مضيفًا: "إذا كان البعض يحمل عقدة الاستسلام فهو ناتج عن قلة الوعي وضعف الإيمان وعدم الفهم للحياة والواقع".
وشدد على أن الخسارة الحتمية هي في استسلام الأمة أو في موالاتها لأعدائها، مبينا أن ثقافة اليهود ترسخ النظر للمسلمين والعرب بالذات أنهم كائنات غير بشرية وجدت لخدمتهم، لافتا إلى أنهُ مهما كانت الهجمة وحالة الارتداد داخل أمتنا فلا يأس، فالوعد الإلهي بشر أحرار أمتنا أن الفرج والنصر سيأتي.
وجدد السيد الحوثي التأكيد على وجوب "التمسك بولاية الله ورفض ولاية أعدائنا لأنها امتداد لولاية الشيطان، ويجب أن نحقق الاستقلال على أساس من انتمائنا الإسلامي، والتحرك في مواجهتهم وفي الجهاد في كل الميادين، وأن نعرف ماذا يريدون وأن نتصدى لهم بالروحية الجهادية".
وأكد أنَّ على المسلمين أن يتحركوا بالوعي والشعور بالمسؤولية والروحية الجهادية في مختلف الميادين، والانتقال من حالة الجمود إلى الموقف والعمل للتصدي لهم في كل ميدان وفق تعليمات الله، وأن نكون أمة منتجة اقتصاديا ومقاطعة لبضائع أعدائها.
كما ركَّز على وجوب أن يكون التعليم مفيدا وبناءً في أثره على الإنسان دينيا وتربويا وأخلاقيا، والاستمرار بإعداد القوة في كل المجالات وفي مقدمتها القوة العسكرية والسعي لتحقيق النهضة الحضارية الإسلامية.
وشدَّد السيد الحوثي على ضرورة الاستمرار بإعداد القوة في كل المجالات وفي مقدمتها القوة العسكرية والسعي لتحقيق النهضة الحضارية الإسلامية.