الثبات ـ فلسطين
أفرجت سلطات الاحتلال، مساء الخميس، عن المرابطتين المبعدتين هنادي الحلواني وخديجة خويص ونفيسة خويص بعد اعتقالهما من باب الأسباط بالمسجد الأقصى، بشروط مجحفة. وفرضت سلطات الاحتلال على المرابطتين المقدسيتين الحبس المنزلي مدة 5 أيام، إضافة إلى الإبعاد عن البلدة القديمة مدة 15 يوماً. وتلاحق سلطات الاحتلال المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد عنه، وتتفاوت قرارات الإبعاد من أسبوع إلى 6 أشهر قابلة للتمديد. ويأتي اعتقال المرابطات ضمن سياسة الاحتلال المتصاعدة بحق المسجد الأقصى ومرابطيه. ومنذ عام 2011 تعاني خويص من سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، الأشهر تلو الأشهر، حتى امتدت فترات الإبعاد مجتمعة حوالي ثمانية سنوات. ومنذ بداية عملها في مصاطب العلم داخل الأقصى عام 2014 لم تسلم المرابطة خويص من الإبعادات المتكررة، والتي تتراوح بين أسبوع و15 يوما إلى شهر و6 أشهر، بموجب قرارات صدرت عن شرطة ومحاكم الاحتلال. كما اعتقلت لدى الاحتلال أكثر من 30 مرة ومنعت لأكثر من 4 سنوات من السفر، وحُرمتُ من التأمين الصحي لأكثر من 3 سنوات بمزاعم واهية. فيما اعتقلت المعلمة هنادي الحلواني مرات عديدة منها عقب اقتحام منزلها وتحطيم أثاثه وتخريبه ومصادرة الهواتف، ومنها في الشارع أو من المسجد الأقصى أو من بواباته. وكانت سلطات الاحتلال سلمت حلواني قبل فترة، قرارا بالمنع من السفر لمدة شهر قابل للتمديد لـ٦ أشهر ليصبح مجموع سنوات منعها من السفر ٦ سنوات. وبلغ مجموع الفترة التي أبعدت فيها سلطات الاحتلال المرابطة حلواني عن المسجد الأقصى نحو ثماني سنوات. وحول التهم التي وجهت للمرابطة حلواني في اعتقالاتها الأخيرة، فهي التحريض وتأييد عمليات إرهابية وتنظيم محظور، والتهمة الأخيرة هي حول "تنظيم المرابطين" وهي ذات التهم التي وجهت لها منذ سنوات. كما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها التعسفية ضد المرابطة المقدسية المسنة نفيسة خويص وسط إبعادها عن المسجد الأقصى المبارك، والتهديدات المتواصلة باعتقالها رغم تقدمها في العمر (66 عاما). واعتادت الحاجة خويص “أم المرابطات” طيلة سنين عمرها الكبير على زيارة المسجد والصلاة فيه والجلوس في باحاته متحدية الاحتلال وغطرسته وبطشه وعدوانه. ولكنها تعاني منذ سنوات من قرارات احتلالية متتالية بالمنع من دخوله، وأحيانا حتى من الاقتراب من أبوابه الخارجية. وأشارت خويص في وقت سابق، إلى أن الاحتلال أبعدها فقط لأنها كانت دائمة التواجد في المسجد الأقصى وباحاته وتنقل بمركبتها الصغيرة “توكتوك” الناس المتوجهين إلى الأقصى مجانا لقاء دعوة لها منهم أثناء الصلاة فيه. وأدى أكثر من 35 ألف فلسطيني صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، مساء اليوم الخميس، في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، قدموا للأقصى رغم التشديدات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد والمدينة.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي إجراءات وقيود على وصول الفلسطينيين إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، خصوصًا في شهر رمضان. وتأتي حملة الاعتقالات والملاحقات بحق المرابطات المقدسيات في ظل دعوات أطلقتها حملة "الفجر العظيم" للمشاركة الواسعة والحاشدة في صلاة الفجر غدا الموافق 14 نيسان/ أبريل، في باحات المسجد الأقصى، للتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين الساعية لفرض وقائع تهويدية خلال شهر رمضان. واستنفرت حركة حماس جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل، وفي مدينة القدس وعموم الضفة الغربية المحتلة، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، أفراداً وعائلات، إلى شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرّباط فيه، والمشاركة الفاعلة في جمعة فجر "الضفة درع القدس"، في هذه الجمعة المباركة من شهر رمضان المبارك. وأكدت على ضرورة حشد كلّ الهمم والطاقات والعزائم في مواصلة الاعتكاف في المسجد، وتعزيز الحضور في باحاته، انتصاراً للقدس والأقصى، وإفشالاً لكل مخططات العدو الصهيوني وقطعان ومستوطنيه في تدنيسه واقتحامه وتقسيمه.