الثبات ـ منوعات
كشف عدد من الخبراء أن هناك عددا من الأطعمة الصحية التي يمكنها أن تتداخل مع الأدوية التي نتناولها وتؤثر على فعاليتها.
وفي حين أن الآثار السلبية ستكون طفيفة بالنسبة للكثيرين، إلا أنها في حالات نادرة يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة.
وفي ما يلي الأطعمة الخمسة المفاجئة والمكملات الغذائية التي يوصي الأطباء بعدم تناولها أثناء تناول بعض الأدوية:
عصير الغريب فروت
غالبا ما يُستشهد بعصير الغريب فروت كمشروب لتقوية الجهاز المناعي أو كمشروب لخفض الكوليسترول.
لكن المشروبات الحمضية يمكن أن تجعل الستاتينات، التي يتناولها ملايين المرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، أقل فاعلية أو حتى سامة.
وعادة ما يتم تفكيك الستاتينات في الأمعاء بواسطة إنزيم يسمى علميا CYP3A، ما يقلل من الكمية التي تدخل مجرى الدم.
ولكن إذا شرب شخص ما عصير الغريب فروت قبل تناول الدواء، فإن مركبا في المشروب، يسمى فورانوكومارين، يرتبط بالإنزيمات ويمنعها من العمل.
وهذا يعني أن المرضى يتلقون جرعة أقوى بكثير من العقاقير المخفضة للكوليسترول مما هو متوقع، ما يعرضهم لخطر تلف الكبد والدوخة وآلام العضلات من بين تأثيرات أخرى.
ويمكن أن يتداخل عصير الغريب فروت أيضا مع أدوية حجب قنوات الكالسيوم التي يستخدمها مرضى ضغط الدم. وتعمل هذه الأدوية عن طريق إرخاء العضلات في جدران الشرايين للمساعدة في خفض ضغط الدم.
لكن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تحذر من أن المركبات الموجودة في عصير الغريب فروت يمكن أن تمنع هذه القنوات، ما يوقف الدواء عن العمل.
عرق السوس
عرق السوس، يمكن أن يتفاعل مع أدوية ضغط الدم ويمنعها من العمل.
وتعمل هذه الأدوية عن طريق منع نشاط إنزيم يُسمى ACE والذي يساعد على تضييق الأوعية الدموية، ما يساعد على خفض ضغط الدم.
لكن عرق السوس يحتوي على مركب الغلسرهيزين (glycyrrhizin)، وهو مركب نباتي يمكن أن يحفز إفراز هرمون الإجهاد الكورتيزول ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
والأدوية الأخرى التي يمكن أن تتوقف عن العمل بشكل صحيح تشمل الستيرويدات القشرية - التي توصف عادة لمرضى الربو.
ويعمل عرق السوس على هذه العناصر عن طريق منع الإنزيمات التي من شأنها أن تكسر وتزيل الدواء من النظام، ما يؤدي إلى مستويات أعلى ويزيد من الآثار التي تسببها.
وهذا يزيد من خطر المعاناة من الآثار الجانبية، بما في ذلك حب الشباب وضعف العضلات والجلد الرقيق الذي يسبب كدمات بسهولة.
وفي الواقع، استجابة لخطر عرق السوس في أوائل عام 2010، بدأت الهيئات الطبية في التحذير من أن تناول الكثير منه قد يكون ضارا، ويمكن أن يرفع ضغط الدم ويؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
بعض المكملات العشبية
تؤخذ نبتة سانت جون كمكمل غذائي في أنواع الشاي والأقراص، وهناك بعض الأدلة على أنها يمكن أن تعالج الاكتئاب وأعراض انقطاع الطمث. لكن الخبراء يحذرون من أنه إذا تم تناول الدواء الخاطئ، فقد يؤدي إلى مضاعفات يمكن أن تهدد الحياة.
وتستخدم نبتة سانت جون أحيانا من قبل الأشخاص المصابين بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط للمساعدة في تخفيف مشاعرهم.
لكن الأطباء يقولون إنه عندما يتم تناولها مع الأدوية المضادة للاكتئاب، فإنها يمكن أن تؤدي إلى إفراز الكثير من هرمونات الشعور بالسعادة مثل السيروتونين في الجهاز العصبي.
وأشاروا إلى أن هذا يمكن أن يحفز الجهاز بشكل مفرط، وفي الحالات الخطيرة قد يؤدي إلى نوبات، وهياج، وارتباك، وتيبس عضلي.
كما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قاتلة لمتلازمة السيروتونين، على الرغم من أنه نادرا ما يتم تسجيل ذلك.
ويمكن للناس أيضا تناول المكملات العشبية مثل مستخلص أوراق الجنكة بيلوبا كأقراص عن طريق الفم أو في الشاي.
وتظهر الأبحاث أن هذه المكملات تحتوي على مركبات الفلافونويد، والتي من المعروف أن لها تأثيرات قوية مضادة للأكسدة، والتربينويدات، والتي قد تساعد في تحسين الدورة الدموية.
وهناك أيضا اقتراحات بأنه يمكن أن تعزز ذاكرة شخص ما، على الرغم من أن هذا الاستنتاج لم يتم دعمه بدراسات صارمة. لكن الأطباء يحذرون من أنه إذا تم استخدام هذا المكمل مع أدوية تسييل الدم، فقد يؤدي إلى زيادة خطر النزيف.
ومن المعروف أيضا أنه يعمل على الإنزيمات الموجودة في الكبد التي تكسر السيروتونين، والتي يمكن أن تؤدي أيضا إلى المضاعفات القاتلة لمتلازمة السيروتونين.
الأجبان
قد يكون الجبن الأزرق والجبن السويسري والبارميزان من الأطعمة المفضلة لدى الكثيرين، لكن الأطباء يحذرون من أن الأشخاص الذين يتناولون نوعا أقل شيوعا من مضادات الاكتئاب، يسمى مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)، يجب عليهم تجنبها تماما.
وتعمل مضادات الاكتئاب عن طريق منع إنزيم يُسمى مونوامين أوكسيديز والذي يكسر هرمونات الشعور بالسعادة مثل السيروتونين والدوبامين، بالإضافة إلى هرمون الإجهاد نورإبينفرين، ما يرفع مستوياتها في الدماغ.
لكن الجبن الذي يحتوي على مركب يسمى تيرامين، يمكن أن يحفز إفراز المزيد من هذه الهرمونات. ويؤدي هذا إلى مستويات عالية جدا في الدماغ، كما هو الحال مع نبتة سانت جون، ويمكن أن يعرض الأشخاص لخطر "متلازمة السيروتونين" التي تهدد الحياة.
ومن المعروف أيضا أن الجبن القديم يتفاعل مع أدوية مكافحة مرض باركنسون والمضادات الحيوية.
شاي أخضر
غالبا ما يتم الترويج للشاي الأخضر بسبب الفوائد الصحية مثل تحسين وظائف المخ وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري وحتى إطالة العمر الافتراضي للفرد. ولكن يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم التفكير مرتين قبل تناول المشروب.
ويعمل دواء الوارفارين (Coudamin)، وهو دواء مضاد للتخثر، عن طريق تقليل إنتاج عوامل تخثر الدم في الكبد. ولكن عندما يشرب شخص ما الشاي الأخضر، يمكن أن يكون لفيتامين K الموجود في المشروب تأثير عكسي ما يجعل المرضى في خطر مستمر من حدوث جلطة دموية.
وهناك أيضا بعض الأدلة في الأدبيات الطبية على أن المرضى الذين يشربون الشاي الأخضر أثناء تناول الوارفارين هم أكثر عرضة للإصابة بالنزيف.
وبالمثل، يجب على أولئك الذين يتناولون البروبرانولول الخافض لضغط الدم (Inderal) والميتوبرولول (Lopressor) تجنب شرب الشاي الأخضر، وذلك لأن المشروب يحتوي على مادة الكافيين، والتي يمكن أن تحفز ارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم، ما يجعل الدواء غير فعال.