الثبات ـ فلسطين
في يوم الأرض الفلسطيني هذا العام، المشهد أكثر وضوحاً.. وهنٌ غير مسبوق يضرب الكيان الصهيوني المنقسم على نفسه والمسكون بهاجس الثمانين عاماً والخشية الدائمة من حرب أهلية، عبّر عنها غير مرة قادة العدو.
وعلى الضفة الأخرى، إرادة صلبة يحملها الشعب الفلسطيني المتمسك بخيار المقاومة وحق العودة إلى أرضه دافناً كل خيارات التسوية ومشاريع السلام المزعوم مع الإحتلال.
يُحيي فلسطينيو الداخل الذكرى 47 لـ"يوم الأرض"، مؤكدين تمسكهم بهويتهم وأرضهم التي تبقى محور نضال الفلسطينيين وجوهر الصراع مع الاحتلال. وتحل الذكرى هذا العام فيما تتغوّل السلطات الإسرائيلية في ممارسة سياسات مصادرة وهدم المنازل والتهجير، بزعم البناء غير المرخص أو عدم اعتراف بملكية الفلسطينيين على الأرض التي ورثوها وامتلكوها من قبل النكبة في عام 1948.
وأكثر من أي وقت مضى، يطبق مبدأ "أرض أكثر وعرب أقل" في الفكر الصهيوني بشكل علني، خصوصاً مع ما تشهده منطقة النقب والضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة.
ويبدو مشهد اليوم امتداداً لما حدث في عام 1976 عندما سقط ستة شهداء في 30 مارس/ آذار من ذلك العام في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة، بعد مصادرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي عشرات آلاف الدونمات من الأراضي العربية. وخرجت احتجاجات رافضة للقرار الإسرائيلي الهادف إلى تهويد الجليل، وإقامة مستوطنات جديدة، وتفريغه من العرب.
ووفق شهود عيان من بلدات مثلث "يوم الأرض" سخنين وعرابة ودير حنا، فقد حوّل الجيش الإسرائيلي يومها الأحياء السكنية إلى ساحة حرب ضد شعب أعزل. وفي 29 مارس 1976، ليلة "يوم الأرض"، حاولت سلطات الاحتلال أن تصادر 29 دونماً من منطقة تسعة من أرض المَل، وهي أراض تابعة لسخنين وعرابة ودير حنا، وتمثل اليوم أراضي واسعة مليئة بأشجار الزيتون.
أما الشهداء يوم الأرض الستة فهم، خير ياسين (23 سنة) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 سنة) من سخنين، وخضر خلايلة (27 سنة) من سخنين، وخديجة شواهنة (23 سنة) من سخنين، ومحسن طه (15 سنة) من كفركنا، ورأفت علي زهيري (19 سنة) من مخيم نور شمس.