الثبات ـ عربي
أعلنت الحكومة الصومالية الجديدة أنها عازمة على إضعاف حركة الشباب بكل الطرق والوسائل، سواء كان ذلك عن طريق الحرب العسكرية أو الوسائل الدبلوماسية والقوانين والتشريعات العادلة والتي كان آخرها موافقة البرلمان على قانون الذي ظل حبيس الأدراج لسنوات طويلة.
يقول عمر محمد، الباحث السياسي الصومالي،في تقديري أن إقرار البرلمان الصومالي لقانون مكافحة "الإرهاب" وخاصة في ظل الحملة العسكرية الجارية في البلاد ضد "الشباب" يعكس مدى التزام الحكومة الفيدرالية الصومالية بمحاربة "الشباب" والقضاء على المجموعات المماثلة لها تحت غطاء قانوني.
وأضاف ، المصادقة على هذا القانون في هذا الوقت بالذات، تعني قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية واستهداف الشركات التجارية الصومالية بحجة مكافحة الإرهاب طالما لا يوجد في البلاد قانون لمكافحة "الإرهاب"، وفقا لما صرح به عبداللطيف موسى عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الصومالي عقب اجتماع مصادقة مجلس الشعب في البرلمان الفيدرالي على القانون.
وأشار محمد إلى أن القانون به إيجابيات كثيرة ورغم ذلك لا يخلو القانون الذي ظل حبيس الأدراج منذ 2017، من مخاوف حول إمكانية استخدامه لقمع الصحافة الحرة والمعارضة السياسية، طالما مفهوم "الإرهاب" حسب هذا القانون هو الأعمال العدائية التي تنفذها جماعات مسلحة أو خلق حالة من عدم الاستقرار، غير أن هناك أعضاء في البرلمان قدموا تطمينات بعدم توظيف هذا القانون لأغراض سياسية.
وفي النهاية فإن القانون يعد انتصارا قانونيا لحكومة "مصلحة وطنية" الصومالية يعزز حربها على "الشباب".
بدوره أكد أستاذ العلاقات الدولية والاستراتيجية بالجامعة الصومالية، الدكتور حسن شيخ علي، على أن الدولة عازمة على إضعاف حركة "الشباب" ومواجهتها بكل الأدوات برا وبحرا وجوا بما فيها سن القوانين لمكافحة الإرهاب.
وقال إن الحكومة الحالية سوف تتغلب أو تضعف كثيرا حركة الشباب مقارنة بالحكومة التي سبقتها (عبد الله فرماجو).
وأشار شيخ علي إلى أن الحكومة اليوم تقود هجوما واسعا ضد مقار ومناطق حركة الشباب، و"بحسب القراءة الحالية للمشهد الراهن في الصومال، أتوقع أن يتم التصعيد بصورة أكبر من أجل لفت انتباه الإعلام الدولي.
ويشهد الصومال، منذ عدة سنوات، صراعا داميا بين القوات الحكومية ومسلحي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، التي تسعى للسيطرة على الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، وحكمها وفقا لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
وتكثف الحكومة الصومالية في الفترة الأخيرة من عملياتها العسكرية ضد مواقع حركة الشباب المتشددة.