هكذا تتجسس الإمارات على قطر فوق الأراضي الفرنسية!

السبت 04 آذار , 2023 11:06 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

كشف موقع “ميديابار” الفرنسي في تحقيق مطول كتبه فهمي الورغمي، عن شبكة النفوذ الإماراتي المعقدة في أوروبا لا سيما فرنسا، مشيرا إلى علاقتها بالمعلومات المضللة التي نشرت على الإنترنت، لا سيما إبان الأزمة دول الخليج الفارسي مع قطر، عندما تعرضت الأخيرة لحصار جوي وبحري وبري من قبل السعودية والإمارات والبحرين بدعم مصري.

ويظهر التحقيق الذي نشره موقع “ميديابار” كيف اعتمد “جواسيس أبوظبي” في أوروبا، كما وصفهم، على شركة استخبارات اقتصادية مقرها سويسرا، تحمل اسم “ألب سيرفيسيز” التي أسسها “ماريو بريرو” المعروف بأساليبه الاستخباراتية المثيرة للجدل، على حد تعبير الموقع الفرنسي.

حيث كان لشركة “ألب سيرفيسيز”، أدوار مشبوهة في تنفيذ عمليات استخباراتية خاصة نيابة عن عملائها، وبينهم “عميل استخبارات إماراتي”، تمكن الموقع الفرنسي من تحديد هويته دون ذكرها.

ونشرت الشركة السويسرية “بهويات مزيفة على الإنترنت”، معلومات مضللة بهدف إلحاق الضرر بأشخاص وكيانات تعتبرهم الإمارات “خصومها”، ومن تلك المعلومات، تعلق بعضها بقضية “قطر غيت”.

جدير بالذكر أن ماريو بريرو، البالغ من العمر 76 سنة، قد أسس شركة “ألب سيرفيسيز” للاستخبارات والتأثير السويسرية، في سنة 1989، وهو خبير في الصناعة يتمتع بأساليب مثيرة للجدل. وقد حكم عليه في فرنسا لحصوله بشكل غير قانوني في سنة 2011 على سجلات المكالمات الهاتفية لزوج آن لوفرجون، رئيسة المجموعة النووية الفرنسية “أريفا” آنذاك، التي وصفتها “بالعميل السري”.

أنشأت الإمارات – من خلال ممارسة الضغط ونشر مقالات صحفية كاذبة وحتى القرصنة – عملية “رايفين” لاختراق القطريين بمساعدة جواسيس إلكترونيين أمريكيين سابقين، بينما يشتبه في أن قطر تجسست على خصومها بمساعدة مخترقين هنود.

تمثل أحد أهدف “ألب سيرفيسيز” – حسب ماذكر التحقيق- “مواجهة تصرفات جماعات الضغط في قطر على مستوى الاتحاد الأوروبي”، من خلال “الكشف عن العملاء الذين يعملون في الظل، “الذين برزوا من قبل العملاء العدوانيين مثل “أفيزا بارتنرز” وسهام سويد، وإدانتهم”.

الهدف الآخر للشركة، هو التأثير على الصحافة ونشر مقالات مضللة تهاجم من خلالها قطر والحركات المرتبطة بالإخوان المسلمين. واستنادا إلى وثائق اطلع عليها الموقع الفرنسي؛ تهدف شركة “آلب سيرفيسيز” إلى نشر أو التأثير على مائة مقال سنويّا لمصلحة خدمة الإمارات العربية المتحدة.

وقد نشر البعض منها بالفعل عبر حسابات وهمية لا سيما في صحيفة “ميديابار” في العمود المخصص لذلك تحت اسم مستعار “تانيا كلاين”. في الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2021؛ نشرت هذه المدوِّنة الوهمية خمسة عشر منشورا هاجمت من خلالها حركة الإخوان المسلمين وقطر.

من المهام الأخرى لشركة “ألب سيرفيسيز” في عام 2020؛ كانت إجراء تحقيقات مكثفة حول الإخوان المسلمين في أوروبا، وخاصة في فرنسا وبلجيكا والنرويج. وعليه؛ أعد العملاء السويسريون تقارير حول شخصيات ومنظمات تابعة أو مقربة من حركة الإخوان المسلمين.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط؛ بل صمموا رسوما بيانية كبيرة حسب الدول، تجمع بين عشرات الأسماء التي تعتبر شخصيات عامة محسوبة على حركة الإخوان المسلمين.

هذا وتطرق الموق الفرنسي في ذات السياق إلى الفضيحة الأخيرة التي هزت البرلمان الأوروبي التي مست قطر، وبفضيحة تسريب بريد سفير الإمارات في الولايات المتحدة.

وكان البرلمان الأوروبي قد أعلن في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022، فتح تحقيق داخلي في ملابسات قضية فساد مرتبطة بقطر وعدد من النواب الأوروبيين المتهمين بالتأثير في الدول الأوروبية لصالح حصول قطر على حق استضافة المونديال، ما أثار عاصفة من الجدل على مستوى القارة العجوز حول مدى اختراق دائرة مُشرّعي السياسة الأوروبية ومقدار الفساد داخلها.

وبينما نفت الدوحة جميع التهم الموجهة إليها، يُواصل القضاء البلجيكي البحث والتقصي في القضية التي أكدت مصادر كثيرة أنها ستكشف عن تقاطع أطراف وجهات كثيرة في أطوارها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل