"اختفى المبنى في 20 ثانية".. لاجئ سوري يروي تفاصيل مروعة عن ليلة الزلزال الكبير!

السبت 18 شباط , 2023 11:48 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

شارك لاجئ سوري في تركيا محنة عائلته خلال الزلزال المدمر الأخير، الذي أودى بحياة أكثر من 36 ألف شخص وترك عشرات الآلاف من العائلات بلا مأوى.

استيقظ تامر الطيار عند حوالي الساعة 4 صباحا يوم 6 فبراير، كما كان يفعل عادة، لأنه حاول دائما زيارة المسجد المجاور لمنزله قبل أن يبدأ يوم عمله كسائق سيارة أجرة من الساعة 6 صباحا.

وقال الطيار، البالغ 42 عاما من العمر، لوكالة "سبوتنيك": "استيقظت للتو وكنت أغسل وجهي، وهنا حدث أول زلزال، ولكنه لم يكن قويا للغاية. إن الزلازل شيء طبيعي في منطقتنا، وقد تعرضنا لزلزال بقوة 5.7 درجة منذ حوالي الشهر، فحملت ابنتي، اللتين تبلغان من العمر 2 و 4 سنوات، بين يدي كي لا يخافون، ولكنني لم أحاول حتى إيقاظ زوجتي وابنتي الأخريين".

وبعد لحظات، هز زلزال آخر مبناه، وكانت قوته شديدة لدرجة أن الأب الشاب لم يصدق ما كان يراه.

ويتابع الطيار استذكار لحظات غرست في مخيلته: "رأيت من نوافذي أن المبنى المجاور كان ينهار، وعندها استيقظت زوجتي وبدأت بالصراخ؛ حاولت تهدئتهم هرعنا جميعا في محاولة الخروج من المبنى، وعندها ضرب الزلزال الثالث".

كان الطيار وزوجته وأطفالهما الأربعة يسكنون في الطابق الرابع من مبنى مؤلف من خمسة طوابق في مدينة كيريكان بمحافظة هاتاي، جنوب تركيا، والتي كانت واحدة من أكثر المناطق تضررا عقب الزلزال الكارثي.

وقال الطيار: "عندما نزلنا إلى الطابق الأسفل، لم نتمكن من العثور على الباب الرئيسي الذي يسمح لنا بالخروج من المبنى، لأن المدخل الرئيسي كان قد غرق في الأرض، واضطررت لتحطيم أحد أبواب جيراني، فدخلنا منزلهم ووجدنا جثث ثلاثة إلى أربعة أشخاص قد ماتوا. وكان علي أن أحطم بابا آخر لشقة في الطابق الثاني، وعبرها تمكننا من مغادرة المبنى عبر الشرفة".

وبعد أن اطمأن أن زوجته وأطفالهما الأربعة أصبحوا في مأمن، كان الأب الشاب آخر من غادر المبنى المنهار، حيث عاد ليساعد حوالي 20 طفلا آخرين مع النساء على الخروج من داخله، وعندما وصلت المجموعة إلى مكان مفتوح حيث كانت سياراتهم متوقفة، شعروا بهزة قوية أخرى.

ووصف الطيار شعوره آنذاك، قائلا: "شعرنا جميعا بالدوار. لا أستطيع أن أشرح هذا الشعور إذا لم تختبر شيئا مثل هذا من قبل، وكانت هي أيضا المرة الأولى التي أشعر فيها بهذا الشعور، ولكنني كنت أعلم أنه شيء مختلف".

ولحسن الحظ، تمكن الأب وعائلته من الوصول إلى حافلته الصغيرة، التي كانت لا تزال سليمة.

وأضاف الطيار "كانت هناك ربما خمس أو ست عائلات في سيارتي، وانتظرنا جميعا في السيارة. وبمرور حوالي 20 دقيقة، ضرب زلزال آخر، وشاهدت كيف اختفى المبنى الذي كننا نسكنه تماما في غضون 20 ثانية".

وعلى الرغم من أن الطيار وعائلته تمكنوا من الخروج بأمان من مبناهم، إلا أن الحظ لم يحالف الكثير من سكان المدينة ومنهم حماته وأطفالها الأربعة، الذين كانوا يسكنون في مبنى قريب، فوجد الطيار أفراد العائلة الخمسة ميتين بعد الزلزال.

وما زاد الأمر سوءا، هو أنه لم يكن يعرف كيف ينقل هذه الأخبار المأساوية إلى زوجته، التي كانت حاملا في شهرها السابع، وكانت تتلقى العلاج في المستشفى بعد إصابة ذراعها بجروح طفيفة أثناء هروبهما.

وقال الطيار متذكرا محنته: "في اليوم الأول، قلت لها:" كلهم بخير وسيأتون إلينا غدا". وفي اليوم التالي، ذهبت لفحص جثثهم، وغطيتهم بالبطانيات، وأخبرت زوجتي أن شقيقها الأكبر قد مات. وفي اليوم الثالث، أخبرت زوجتي لقد "وجدت جثة والدتك فانتابتها الصدمة"، وقالت بقي لدي 3 أفراد من عائلتي"، ولكنني لم أستطع مواصلة إخفاء الأمر عنها وفي اليوم الرابع، أخبرتها أننا فقدنا كل أفراد عائلتها".

ووصف الطيار معاناة أسرته ما بعد الزلزال، قائلا: " الآن، ترتدي ابنتي ملابس داخلية لصبي، لأننا كنا نائمين واضطررنا إلى الخروج من المبنى بأسرع ما يمكن، وكنا جميعا في ملابس النوم ولا شيء آخر. والجو بارد جدا هنا: بلغت حرارة الجو 10 درجات مئوية تحت الصفر درجة أمس، أما اليوم فهي 3 درجات".

وأصيبت ابنة الطيار الكبرى بصدمة شديدة من الكارثة لدرجة أنها لم تتكلم أو تأكل لمدة يومين.

ويتابع: حاولت اليوم التحدث معها وسألتها: "ماذا حصل؟"، فقالت: "أنا خائفة فقط"، وبكت وقالت إنها تريد رؤية جدتها. لم نتمكن حتى من إخبارها أن جدتها قد توفت. لم نخبرها لأنها كانت قريبة حقا من جدتها".

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل