الثبات ـ منوعات
ادعى باحثون أن عقارا يستخدم لعلاج الملايين من مرضى السكري من النوع الثاني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى الثلث.
ومن المنتظر أن يتضاعف عدد حالات الخرف ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من 150 مليون بحلول عام 2050 في جميع أنحاء العالم.
ورغم هذه التوقعات الكئيبة، إلا أن الباحثين يواصلون اكتشاف طرق لتقليل خطر التعرض لحالة سرقة العقل هذه.
وحددت دراسة جديدة دواء رخيصا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة تصل إلى 54% إجمالا.
وإلى جانب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، والعديد من التعديلات على نمط الحياة التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف. يقترح الباحثون حبوب أكتوس، المعروفة باسم بيوغليتازون، لإبطاء التدهور العقلي، ما يقلل من معدلات حالة الدماغ.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neurology، أن هذه الحبة الرخيصة التي يعتمدها ملايين مرضى السكري، يمكن أن "تقلل إلى النصف" من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
ويستخدم بيوغليتازون حاليا للمساعدة في التحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة هرمون الإنسولين.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور إوسو كيم من جامعة يونسي في كوريا الجنوبية: "بما أن الخرف يتطور لسنوات قبل التشخيص، فقد تكون هناك فرصة للتدخل قبل أن يتطور".
وكانت الفوائد المرتبطة بالحبوب أقوى بالنسبة لأولئك الذين لديهم تاريخ من السكتة الدماغية أو أمراض القلب الإقفارية.
وكان هؤلاء المرضى أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 43% و54% على التوالي. وهذا بعد احتساب عوامل الخطر المحتملة، مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين وقلة النشاط البدني.
وبشكل عام، انخفض معدل الإصابة بالخرف بنسبة 16% بين المشاركين الذين وصفوا الدواء.
ومن المثير للاهتمام، أنه كلما طالت مدة تناول المرضى للبيوغليتازون، انخفضت مخاطرهم.
وأفاد فريق البحث أن الخطر انخفض بنسبة 22% و37% لدى أولئك الذين استخدموا الدواء لمدة عامين وأربعة أعوام على التوالي.
واستندت نتائج الدراسة إلى 91218 فردا في كوريا الجنوبية تم تتبعهم لمدة عشر سنوات في المتوسط، مع 3467 مشاركا تناولوا بيوغليتازون.
ومع ذلك، تشير نتائج الدراسة إلى أن المصابين بداء السكري فقط هم من يمكنهم جني هذه الفائدة.
وشرح الدكتور كيم: "توفر هذه النتائج معلومات قيمة حول من يمكن أن يستفيد من استخدام بيوغليتازون للوقاية من الخرف. في بعض الدراسات السابقة على المصابين بالخرف أو المعرضين لخطر التدهور المعرفي الذين لا يعانون من مرض السكري، لم يُظهر بيوغليتازون أي حماية ضد الخرف. لذلك، من المحتمل أن يكون العامل الحاسم الذي يؤثر على الفعالية هو وجود مرض السكري. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج".
علاوة على ذلك، لا تأتي هذه الحبوب الصغيرة دون آثار جانبية محتملة، حيث أبلغ المستخدمون عن حدوث تورم وزيادة الوزن وفقدان العظام وفشل القلب الاحتقاني.
وأضاف الفريق أن هناك حاجة حاليا لمزيد من الأبحاث التي ستركز على سلامة الدواء على المدى الطويل بالإضافة إلى الجرعة المثلى.