الثبات ـ فلسطين
كشفت صحيفة عبرية عن خلاف إسرائيلي اندلع في جلسة “الكبينيت” التي عقدت مساء أمس، حول مناقشة سبل الرد على عمليتي إطلاق النار في القدس، التي أدت لمقتل 7 مستوطنين، وإصابة آخرين منهم خطيرة.
وأوضحت (القناة 14) العبرية، أنه خلال جلسة “الكبينيت”، طالب الوزيران “سموتريتش” و”بن غفير” بفرض عقوبات على قطاع غزة، إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأقر الكبينيت في نهاية الاجتماع، إغلاق منزل منفذ عملية مستوطنة “نافيه يعكوف” في القدس خيري علقم، وذلك “في أقرب وقت ممكن”.
كما قرر حرمان عوائل منفذي العمليات ومن يدعمها من التأمين الوطني ورفض منح بطاقات الهوية لهم ومناقشة ذلك في جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية صباح الأحد.
وبحسب صحيفة “معاريف”، فإن الكبينيت قرر إضافة الآلاف من الإسرائيليين الذين يسمح لهم بتراخيص حمل الأسلحة وتسريع إجراءات الحصول عليها، وفق “فلسطين الآن”.
وقرر الكبينيت تعزيز البناء في المستوطنات وكذلك تعزيز انتشار قوات الجيش وشرطة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس والتركيز على جمع الأسلحة.
إلى ذلك تحدثت صحيفة عبرية عن التحدي الكبير الذي يقف أمام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة القريبة، والذي يتمثل في وقف التصعيد المتفاقم في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب عدد الشهداء الكبير برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير تل ليف رام بعنوان “تحدي نتنياهو”: “في الأسابيع الأخيرة، وفي ظل التصعيد الأمني منذ آذار/ مارس من العام الماضي، الجيش الإسرائيلي حذر من ميول خطيرة وتوتر ينشأ في الميدان، ما يؤدي إلى تصعيد أخطر من ذلك بكثير”.
وذكرت أن “فترة شهر رمضان القريب، تحدد كفترة من شأن التوتر الأمني فيها أن يصل إلى ذروته، ولا تنقص أعواد ثقاب من شأنها أن تشعل نارا كبرى؛ فهناك الكثير من القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وعملية مضادة فتاكة تؤدي إلى موجة عمليات إلهام وتقليد، تصعيد في المسجد الأقصى أو عملية تدفيع ثمن إسرائيلية إرهابية من جانب المستوطنين وغيرهم”.
وأضافت: “اثنان على الأقل من السيناريوهات التي وضعها جهاز الأمن تحققا منذ الآن في غضون بضعة أيام؛ عملية للجيش الإسرائيلي في جنين انتهت مع تسعة شهداء فلسطينيين، بالمقابل، عملية كبيرة قرب مستوطنة “نفيه يعقوب” والتي أدت لقتل 7 مستوطنين، وهي العملية الأقصى منذ نحو 15 سنة”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “العملية أيقظت ميل التقليد، وهذا وجد تعبيره صباح السبت، عندما خرج فلسطيني ابن 13 سنة فقط لتنفيذ عملية إطلاق نار، والتي انتهت مع جريحين بجراح خطيرة”، مؤكدة أن عملية جيش الاحتلال في جنين صباح الخميس، والتي أدت لارتقاء 9 شهداء بينهم سيدة مسنة، وإصابة العشرات من الفلسطينيين، “شكلت محفزا لتصعيد دراماتيكي في الميدان”.
ولفتت “معاريف”، إلى أن “المهمة المركزية للحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي الآن؛ كبح ميل التصعيد، ولكن حتى لو كبحت موجة العمليات في هذه الأيام القريبة القادمة، فإن أبخرة الوقود ستترافق هنا مع حلول شهر رمضان القريب (بعد نحو 52 يوما)”.
من جهتها حذرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة حال قرر المجلس الوزاري الأمني (كابينت)، تنفيذ عملية عسكرية كبرى بمدن الضفة الغربية.
وقال المعلق العسكري بالصحيفة رون بن يشاي، في تحليل بعنوان “الاختبار الكبير للكابينت اليميني”، إن عملية “النبي يعقوب هي بلا شك عمل انتقامي” ردا على العملية العسكرية في جنين والتي وصفتها السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة”.
وأضاف أن على "إسرائيل" أن تمنع على الفور المزيد من العمليات مثل هجوم “النبي يعقوب وكذلك الأعمال الانتقامية من اليهود المتطرفين في القدس”.
واعتبر بن يشاي، أن ذلك يمكن من خلال “إغراق المنطقة بالقوات الإسرائيلية”، مع تجنب تنفيذ عمليات عسكرية كبرى داخل المدن الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال إن الأحداث في جنين والقدس على مدى اليومين الماضيين “يمكنها رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواؤه نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ومتطرفون يهود”.