الشيخ قاسم: تعالوا للحوار فانتخاب الرئيس يحتاج إلى نقاش ومرونة وتنازلات

الأحد 29 كانون الثاني , 2023 10:01 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أكَّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنَّ الفراغ في الموقع الرئاسي ليس حلًا، بل يجب أن ننتخب رئيسًا في أسرع وقت ممكن، لأنَّ كل منظومة الحلول قائمة على انتخاب الرئيس ليأتي من بعده تشكيل الحكومة، وهذه الحكومة تقِّر خطة للإنقاذ المالي والاجتماعي والاقتصادي وتبدأ العجلة بالسير.

وخلال كلمةٍ ألقاها في حفل تأبين في بيروت، قال الشيخ قاسم: "أما قبل ذلك فالأمور صعبة ومعقدة، خاصة أنها مصحوبة بعقوبات أميركية تحاول أن تضرب بُنية البلد واحدة تلو الأخرى، من أجل أن ييأس الناس، ومن أجل أن تفتعل لهم قضايا لا علاقة لها بمستقبلهم". 

وأضاف: "نحن نعتقد أنَّ الحل يجب أن يبدأ بانتخاب الرئيس، كيف يمكن لهذا المجلس النيابي أن ينتخب الرئيس وهنالك ست إلى سبع كتل نيابية، وحول هذه الكتل بعض النواب التي تميل إلى هذه الكتلة أو تلك؟! ولا يمكن لكتلة وحدها أن تجمع خمسة وستين نائبًا أو ستة وثمانين نائبًا لتتمكن في الدورة الأولى من الستة وثمانين أو في الدورة الثانية من الخمسة وستين، مع حضور الستة وثمانين أن تنتخب رئيسًا". 

وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّ "كل كتلة من الكتل ملأت الفضاء الإعلامي بمواصفات الرئيس وأصبح الكل يعرف ماذا يريد الكل. والآن الحديث عن مواصفات الرئيس لم يعد مفيدًا سواءً طرحها البعض بشكل صحيح أو طرحها لأنَّها تركيبة ملائمة للإسم الذي يخفيه، إذًا يجب أن نذهب إلى الانتخاب". 

وتابع: "ذهبنا إلى الانتخاب إحدى عشر مرة، ولم يتمكن أحد من الإتيان بإسم يجمع حوالي الثلث. بعض الناس يقولون لنا ضعوا إسمًا بدل الورقة البيضاء مثل ما يفعل البعض، برأينا الورقة إذا كانت بيضاء أو سوداء لن يتغير الأمر، لأنَّ الجميع يعلم أنَّ هذه الورقة مكتوب عليها الإسم الذي لن ينجح، ولكنهم يحاولون أن يجرّونا إلى أن نضع إسمًا نريده، فإذا كان هذا الإسم الذي نريده لم ينجح من الدورة الأولى أو من المرحلة الأولى يقولون هذا الإسم لم ينجح، وكذلك الإسم الذي يطرحونه أيضًا لا ينجح، لذا فلنترك الإسمين لنختار إسماً آخر".

ولفت نائب الأمين العام لحزب الله إلى أنَّه "عندما نطرح إسمًا فنحن موافقون عليه وليس كما يعملون هم على حرق الأسماء. إذًا أستطيع القول أنَّهُ حتى الآن لم يطرح إسم جدِّي في مجلس النواب من أجل أن يتم الانتخاب، ومن الصعب إذا بقينا على هذه الحالة أن ننتخب رئيسًا مع هذا الابتعاد في وجهات النظر بين الكتل النيابية".

وشدَّد على أنَّ "الحل هو أن نتحاور ونجلس معًا، الحل أن نناقش مع بعضنا البعض. يقولون أنَّ الجلوس يعني أنكم تريدون أن تجرُّونا إلى ما نريده نحن، ولكن أليس عندكم عقل؟ ما تريدون أن تقولوه قولوه بالجلسة وفي عمق الحوار، ولنتبادل الآراء حول ما تريدونه وما نريده نحن. ما رأيكم أن يكون الحوار على قاعدة أنَّ من تكون لديه أصوات أكثر يأتي الآخرون إليه ويصوتون معه ويضعوا شروطهم؟ أو ما رأيكم بأن نأتي إلى الحوار ونضع الأسماء كلها في سلة واحدة ونرى من هو الذي يكون أرجح، سنتفق بناءً على الرجحان أن نختاره، ما رأيكم أن نتحاور وندوِّر الزوايا بالحديث عن هواجسنا، و مخاوفنا من الأسماء المطروحة لنرى إسمًا يمكن أن يساعد في إعطاء الجميع". 

وأضاف الشيخ قاسم: "مع هذا الاختلاف الحاصل، من يجمع هذا العدد من الكتل؟ يجب أن تدرك بعض الكتل أنَّه لا يستطيع أن ينجز انتخاب الرئيس باستخدام الفيتو دائمًا، انتخاب الرئيس يحتاج إلى نقاش ومرونة وتنازلات، خاصة عندما لا تكون لهذه الكتلة أو الكتل عددًا وازنًا يمكن معه أن يرجح اختيار الرئيس".

وأوضح أنَّه لا يصح أن يبقى البلد من دون رئيس بسبب الشروط والشروط المضادة، وهذا المعرقل هو الذي يهرب من الحوار والاتفاق ووضع الخطوات الملائمة للوصول الى نتيجة، مشيرًا إلى أنَّ "لدينا قاعدة واحدة، أنَّ الدستور يقول المجلس النيابي أن يجتمع وينتخب، لم يضع لنا الدستور إضافة الى انتخاب المجلس النيابي قاعدة أولى وقاعدة ثانية وقاعدة ثالثة حيث لدينا أربع أو خمس دساتير لانتخاب الرئيس، ولن نصل إلى نتيجة هكذا. يجب أن يتفق النواب مع بعضهم البعض من دون قواعد خارجية أخرى وإلَّا لن نصل إلى انتخاب الرئيس".

وأكَّد الشيخ قاسم أنَّ "حزب الله ومعه حركة "أمل" وآخرون من الحلفاء هم أسهل من يطرح موضوع الرئيس في البلد لأنهم واضحون ويدعون إلى التلاقي، بينما هناك أناس لا تريد إلَّا بحسب أهوائها وهذا الأمر لن يحصل، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام الشعب".

وفي سياقٍ منفصل، لفت نائب الأمين العام لحزب الله أنَّه ليس بإمكان الكيان الصهيوين أن يستقر في منطقتنا، وليس بإمكانه أن يوقف العمليات الجهادية البطلة من قبل هؤلاء الشباب الفلسطينيين، معتبرًا أنَّ "اليوم كل مشاكلنا في المنطقة بسبب "إسرائيل"، وهذه المعركة معركة مستمرة".

وتوجَّد بالتحية للشهداء الأبطال في فلسطين المحتلة، وخاصة الشهيد المغوار خيري علقم الذي لقن العدو درسًا لن ينسوه أبدًا في قلب العاصمة الفلسطينية وهذا هو ديدن الشهداء.

وختم الشيخ قاسم قائلًا: "نحن نؤمن بأن قدر المقاومة أن تنتصر، وقدر الاحتلال أن ينهزم،  وأقصد بالقدر بحسب الهندسة العالمية التي وضعها الله تعالى للكون في أنَّ أصحاب الحق إذا عملوا لحقِّهم انتصروا، وأصحاب الباطل إذا عملوا لبعض باطلهم انهزموا، هذا إيماننا رأيناه بأم العين من خلال النجاحات التي حققتها المقاومة".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل