الثبات ـ عربي
أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن المغرب يرفض المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف.
وفي كلمته الافتتاحية لفعاليات "اليوبيل الفضي" لوكالة "بيت مال القدس الشريف" بالصخيرات، شدد ناصر بوريطة على أن "المملكة المغربية ظلت بقيادة الملك محمد السادس وفية لعهدها بنصرة القضية الفلسطينية العادلة، وحماية القدس بشكل خاص، حيث تبذل مجهودات متواصلة لتعزيز عمل وكالة بيت مال القدس الشريف" متناسیا قیام بلاده بتطبيع علني وكامل لعلاقاتها مع كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يمس قدسية الاقصي المبارك و القدس و مواطنيها كل يوم .
وأشار بوريطة إلى أن "المغرب بات يتحمل منذ 2011 مائة بالمائة من ميزانية وكالة بيت مال القدس الشريف في صنف تبرعات الدول، وسبعين بالمائة في صنف تبرعات الأفراد والمؤسسات"، مضيفا: "وكالة بيت مال القدس الشريف صرفت أكثر من 65 مليون دولار طيلة عملها المتواصل لأكثر من 65 سنة، ما مكنها من تنفيذ ما يزيد عن 200 مشروع في جميع فئات المجتمع المقدسي، توزعت على قطاعات الإعمار وحيازة العقارات والصحة والتعليم والفلاحة والإعلام والشباب والطفولة والتنمية البشرية".
وأوضح أن "وكالة بيت مال القدس الشريف حظيت-وما زالت تحظى-بدعم كبير وإشادة واسعة في كل القمم العربية والإسلامية، لعل آخرها القمة العربية المنعقدة بالجزائر في 2022، وكذا في كل الاجتماعات الوزارية على المستويين العربي والإسلامي".
وتابع وزير الخارجية المغربي: "أغتنم الفرصة للتذكير بالقناعة الراسخة للملك محمد السادس التي عبر عنها في افتتاح الاجتماع العشرين للجنة القدس بمراكش سنة 2012، حيث قال إننا في لجنة القدس نعتبر أن الدفاع عن هذه المدينة السليبة ليس عملا ظرفيا، ولا يقتصر فقط على اجتماعات اللجنة، وإنما يشمل بالخصوص تحركاتها الدبلوماسية المؤثرة، والأعمال الميدانية الملموسة داخل القدس التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها آلية تابعة للجنة".
واستطرد: "ستبقى وكالة بيت مال القدس الشريف تعمل لصالح القدس كما أرادها الملك محمد السادس حفاظا على المدينة المقدسة بوصفها أرضا للسلام والتعايش والأمن والاستقرار، وكذا محجا لأتباع الديانات السماوية الثلاث لأداء الشعائر الدينية براحة وطمأنينة وفقاً لروح نداء القدس الذي وقعه أمير المؤمنين مع قداسة بابا الفاتيكان بالرباط سنة 2019"، متابعا: "مع الأسف الشديد، ما زالت عملية السلام تعرف حالة من الجمود وغياب الانفراج السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي..ما يزيد من تأزم الوضع هو ما يشهده الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك من حين لآخر من اقتحامات واستفزازات من طرف بعض المتشددين في سياق خطاب الكراهية والتطرف الديني".
وأكمل بوريطة: "كلها عوامل من شأنها تقويض فرص إحقاق السلام الشامل الذي يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وذلك جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، على أساس حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، والموقف المغربي ثابت بقيادة الملك لرفض أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني في القدس والمسجد الأقصى المبارك".
ووقعت الإمارات والبحرين في 13 أغسطس (آب) 2020 اتفاقية مخزئة لتطبيع علاقاتهما مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وانضم المغرب والسودان بعد ذلك إلىهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 وكانون الثاني/يناير 2021 برعاية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي كان ينظر لبعض الدول العربية كبقرة حلوب وأعلن ذلك بوضوح.
وجاء هذا التطبيع وسط رفض شعبي كبير لما سحقت بعض الانظمة العربية القضية الفلسطينية لتبقى جاثمة على كرسي الحكم.