الثبات ـ فلسطين
وجّه عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس، اليوم الثلاثاء، رسالةً هامةً لأبناء الشعب الفلسطيني قبيل يومين من الإفراج عنه من سجون الاحتلال الصهيوني بعد 40 عامًا من الاعتقال.
ونقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين غيد قاسم، رسالة عميد الأسرى الفلسطينيين، بعدما تمكنت من زيارته، اليوم الثلاثاء، وتضمنت توجيه التحية للشهداء الأبرار "الأكرم منّا جميعًا".
وقال يونس في الرسالة: "تحيّة لكل من قال أنا فلسطيني حرّ، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرًا بينكم، بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان".
وأضاف: "متشوّق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف سويًا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حيًا، وقادرًا أن أعيش، فبعد يومين سأولد من جديد".
وأضاف: "أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريبًا جميعًا أحرارًا".
وذكرت "هيئة الأسرى" الفلسطينية أنه رغم الصعوبات والمعوقات فقد تمكنت محاميتها قاسم من زيارة الأسير ماهر يونس، الذي سيتم الإفراج عنه بعد غد الخميس، بعد أن أنهى 40 عامًا في سجون الاحتلال.
وأوضحت "هيئة الأسرى" أن محاميتها ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، كانت متواجدة في سجن "النقب" بهدف زيارة الأسير ماهر يونس، لكنها تفاجأت بقرار إدارة السجن بأن الزيارة لن تتمّ بسبب وجود قرار بنقله، ورغم المماطلة والتعقيدات، أصرّت المحامية على زيارته، حتى سُمح لها بذلك مساء اليوم.
وأضافت "هيئة الأسرى": "في ساعات الصباح طُلب من عميد الأسرى إحضار أغراضه ومقتنياته الشخصية، وتمّ نقله من القسم المتواجد فيه إلى قسم التحقيق، واستمر ذلك أكثر من خمس ساعات، قبل إعادة نقله إلى القسم، وهو يتواجد الآن إلى جانب إخوانه ورفاقه".
تجدر الإشارة إلى أنّ الأسير ماهر يونس، اعتقل في 18 كانون الثاني/ يناير 1983، وذلك على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة "فتح"، وذلك بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه المناضل كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهما سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنًّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.
وتعرّض ماهر يونس لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام، وبعد شهر من الحكم عليه، أصدر الاحتلال حُكمًا عليه بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد له بـ40 عامًا، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده في عام 2008، علمًا أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.