الثبات ـ فلسطين
أكّد "مؤشّر" الديمقراطية الإسرائيلي السنوي الصادر عما يسمى "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" على الانقسامات العميقة – والمتنامية في كثير من الحالات – في مجتمع الكيان الصهيوني، ووجد أدلة على انخفاض مستويات الثقة في المؤسسات العامة، وعدم الرضا عن الوضع الحالي، والتشاؤم بشأن المستقبل.
وعند تلقيه التقرير يوم أمس الأحد، قال رئيس الكيان يتسحاق هرتسوغ "إنه يشعر بقلق عميق من بعض تقييمات الاستطلاع، بما في ذلك المستويات المتدنية للتوافق والتضامن مع الدولة ومؤسساتها" وفق تعبيره.
وأضاف "هذه أرقام غير سارة تأتي على رأس أقسام أخرى من التقرير تعكس التوترات الداخلية في داخلنا"، وأضاف "بعبارة أخرى، تماسكنا يضعف، وعلينا أن نفعل كل شيء لإعادة بنائه".
ووجد الاستطلاع أن "57٪ من الصهاينة يؤيدون استخدام المحكمة لمثل هذه الصلاحيات، بزيادة طفيفة عن 56٪ قبل عام و53٪ في عام 2010، وهي المرات الأخرى الوحيدة التي أدرج فيها ما يسمى "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" السؤال في استطلاعه".
وقال رئيس المعهد يوحانان بليسنر -الذي أعرب عن معارضته لخطة الإصلاح القضائي التي يدفع بها وزير العدل ياريف ليفين- "البيانات … واضحة: لا توجد أغلبية للمبادرات التي تسعى إلى إضعاف المحكمة العليا وتقويض السلطة القضائية".
وقال بليسنر في بيان "إن الحزمة التشريعية التي يدفع بها وزير العدل ستؤدي إلى سلطة قضائية تسيطر عليها السلطة التنفيذية، وستقضي على فصل السلطات في ديمقراطيتنا، وستمنع المحكمة العليا من الدفاع عن حقوق المواطنين (المستوطنين) الأفراد" حسب تعبيره.
وقد وجد الاستطلاع أنه "لا توجد أي مؤسسة حكومية تتمتع بثقة أغلبية عرب الـ48 في عام 2022. وفي صفوف اليهود، استمر فقط الجيش الإسرائيلي (85٪) ورئيس الكيان (58٪) بالتمتع بدعم الأغلبية، في حين أن الأحزاب السياسية (9٪) والكنيست (15٪) كانا الأقل ثقة".
وأظهرت الدراسة –التي شملت 1092 يهوديًا إسرائيليًا معظمهم عبر الإنترنت و219 من عرب الـ48- عبر الهاتف في أيار/مايو وحزيران/يونيو (مع بعض العناصر التي تم جمعها أيضًا في تشرين الأول/أكتوبر) – أنّ 49٪ من اليهود الإسرائيليين يوافقون على فكرة أنه ينبغي أن يكون لليهود حقوق أكثر من غير اليهود في الكيان.
أما نسبة اليهود الإسرائيليين الذين قالوا "إنه يجب أن تكون هناك حاجة لأغلبية يهودية لاتخاذ "قرارات مصيرية" في الشؤون الخارجية والداخلية فظلت ثابتة عند 80٪ و60٪ تباعًا".
كما وجد الاستطلاع أن التشاؤم بشأن الحاضر والمستقبل آخذ في الازدياد. انخفضت نسبة اليهود الذين اعتبروا مكانهم في المجتمع على أنه "جيد" أو "جيد جدا" إلى 27٪، وهو أدنى مستوى يُسجل منذ عام 2008، بينما انخفض بالنسبة للعرب إلى 18٪، وهو أدنى رقم منذ ما يقرب من عقدين.
وفي جميع قطاعات المجتمع، ارتفع رقم الأفراد الذين صنفوا وضعهم على أنه "سيئ" أو "سيئ جدًا" إلى 37٪، مقارنة بـ 26٪ في عام 2019، لكن يبدو أن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية قام بتعديل هذا الرقم إلى 30٪ بعد استطلاع متابعة أجراه في تشرين الأول/أكتوبر.
تراجعت نسبة الإسرائيليين المتفائلين بشأن المستقبل إلى 49٪، مقارنة بـ 63٪ قبل عام، وهي أدنى نسبة مسجلة في خمس مرات استطلعت فيها مبادرة ما يسمى "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" الأسئلة منذ عام 2012.