حكم نشر ما يؤذي الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي

الثلاثاء 10 كانون الثاني , 2023 10:41 توقيت بيروت الفقه الإسلامي والفتاوى

الثبات – علوم إسلامية

 

 حكم نشر ما يؤذي الأشخاص

على وسائل التواصل الاجتماعي

 

 

ينبغي للمسلم إذا أراد نشر أي مادة على مواقع التواصل الاجتماعي أنْ يحرص على نشر ما فيه الخير والنفع والفائدة للمجتمع، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

وعلى المسلم أنْ يبتعدَ عن نشر كلِّ ما فيه سخرية أو ترويع أو تخويف، فمن حُقوقِ المسلم على المسلم أن لا يحزنه أو يخوفه أو يزعجه، روى أبو داود في [سننه] أنَّ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضُهم إلى حبل معه فأخذه، ففزِع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا".

قال أهل العلم: "لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يُروّعَ بالتشديد أي: يُفزع مُسلِماً وإنْ كان هازلاً، كإشارته بسيف أو حديدة أو أفعى أو أخذ متاعه فيفزع لفقده؛ لما فيه من إدخال الأذى والضرر عليه، والمسلمُ من سلِم المسلمون من لسانه ويده".

كما أن التسبب في ترويع الآخرين قد يترتب عليه الضمان في بعض الحالات، كمن قصد تخويف غير المميز أو البالغ غير المتيقظ لهذا الموقف فمات، فيعدّ فعله قتلاً شبه عمد، وعليه الدية مغلظة، وكذلك عليه الدية إن تسبب الترويع بذهاب منفعة عضو من أعضاء من تم ترويعه.

لذلك يجب على المسلم تجنب نشر ما فيه ترويع للآخرين حتى لو كان بقصد المزاح، هذا في حقّ الكبار البالغين، وهو في حقّ الصغار أولى بالمنع؛ لضعفهم، ولأثر ذلك على تربيتهم النفسية. والله تعالى أعلم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل