الثبات ـ فلسطين
أكّد المفوض العام لوكالة الاونروا، فليبيب لازاريني، على أنّه "لا بديل عن الأونروا التي تُعاني من أكبر دين في تاريخها".
ووجه لازاريني، رسالة إلى اللاجئين وموظفي الوكالة، قال فيها: "إنّه لا بديل عن الأونروا حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنَّ التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثبت أنّه لا يمكن لأيّ كان أنّ يحلم بزوال ملايين اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف: "بالنسبة للكثيرين منكم، كان عام 2022 مليئًا بالتحديات كالأعوام السابقة وأينما تكونون فإنكم تواجهون تحديات غير مسبوقة وأدرك تماماً الصعوبات اليومية الهائلة التي يواجهها الكثير منكم. أشهد عليها في كل مرة ازوركم في اقاليم عملياتنا الخمسة".
وتابع: "في جميع زياراتي مؤخراً لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، شهدت أيضاً المصاعب اليومية وحالة البؤس ودرجة اليأس وللأسف يبدو أن ما يوحد بين اللاجئين الفلسطينيين الذين التقي بهم في جميع أنحاء المخيمات في المنطقة هو شعورهم بأنهم متروكون وأن أصواتهم لم تعد مسموعة".
وأردف: "عندما زرت مخيم البداوي في لبنان الشهر الماضي، رأيت كيف وصل معظم اللاجئين إلى الحضيض وكيف يعيشون في فقر مدقع حيث أن اقتصاد البلاد في حالة سقوط حر والتقيت بعائلات أولئك الذين غرقوا في قارب الموت قبالة سواحل سوريا ولم يكن بوسعي سوى مشاركتهم عبارات العزاء ولا ينبغي دفع أي شخص لاتخاذ قرار مستحيل بين البقاء دون أي فرصة لمستقبل ما أو المغادرة مع خطر فقدان الحياة".
وتابع:" في الضفة الغربية، شهدنا أعلى مستويات العنف منذ أكثر من 15 عاما ولقد التقيت مؤخراً مع موظفي الأونروا واللاجئين في مخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية الذين شرحوا كيف يؤثر العنف على حياتهم اليومية وتشعر العديد من العائلات بالحزن والألم لفقدان أحبائهم. كما ويفتقر الكثيرون إلى الحماية الأساسية التي يستحقونها كثيراً".
وخاطب لازاريني اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "إنني أسمعكم ويؤلمني في كل يوم أن أقابل عائلات تكافح فقط من أجل تأمين احتياجاتها اليومية وإنني أبذل مع فريقي من كبار الموظفين كل ما في وسعنا لإثبات، مرارا وتكرارا، أن الأونروا تعمل بنجاح وأن مدارسنا ومراكزنا الصحية وشبكة الأمان الاجتماعي والإقراض الصغير وتحسين المخيمات تحدث فرقاً كبيراً في حياة اللاجئين كما ونعمل بجد لضمان أن تبقى الأونروا مرجعا لنوعية عملها وخدماتها وأثناء سعينا لتحديث التعليم والصحة وحماية البيئة ، سنثبت مرة أخرى أن وكالتنا هي الشريك المفضل وأنها وكالة تحظى بالثقة وقائمة على مبادئ الأمم المتحدة".
وأردف: "كثيراً ما أتساءل كيف تظل وكالة مثل وكالتنا، والتي حققت النجاح في مجال التنمية البشرية لعدة عقود، وهي التي تستجيب بسرعة للأزمة الإنسانية وتساهم باستقرار هذه المناطق المضطربة، في حاجة ماسة إلى الموارد لا ينبغي أن نكون بهذه الحالة! لا توجد وكالة أكثر كفاءة في تقديم هذه الخدمات الحيوية".
واستدرك: "لكننا اليوم، كما كان الحال في السنوات القليلة الماضية، نجد أنفسنا بنهاية العام أمام نقص حاد في التمويل مع أكبر دين في تاريخ الأونروا - والذي سنحوله لميزانية عام 2023 ولا ينبغي أن يحدث هذا لوكالة بحجم الأونروا ونطاق عملها وللمضي قدما، ستظل أولويتي القصوى هي الأمان الوظيفي والحفاظ على جميع خدماتنا الحيوية وسأعمل مع إدارتي العليا لتحويل التصويت في الجمعية العامة إلى التزام مالي حتى تحصل الأونروا على تمويل منتظم ومستدام ومتوقع".
وتابع: "في الجمعية العامة تلقت ولاية الأونروا دعماً عارماُ وقد بعث تجديد التفويض برسالة واضحة إلى جميع الأطراف مفادها أنه "ببساطة فلا يمكن الغاء ملايين لاجئي فلسطين وهؤلاء لديهم حقوق.، اسمحوا لي بالقول إنه لشرف حقيقي أن أستمر في العمل كمفوض عام للأونروا".