مصادر تكشف تفاصيل وساطة ملك الأردن عبدالله الثاني بين الجزائر والمغرب

الإثنين 12 كانون الأول , 2022 10:57 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

كشفت مصادر مطلعة عن قيام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يقود جهود وساطة بين الجزائر والمغرب، لحل الأزمة المندلعة بين البلدين وصلت حد سحب السفير الجزائري من الرباط في يوليو/حزيران 2021.

وقالت المصادر إن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، استغل زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر يومي 3 و 4 ديسمبر في محاولة لإقناع القادة الجزائريين بقبول مهمة وساطة جديدة مع المغرب بقيادة الأردن.

وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لموقع “المغرب إنتليجنس“، على أن العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغربي من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تقلق بشدة كل الفاعلين في العالم الإسلامي.

ولفتت المصادر، إلى انه بعد جامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية وقطر، عرض الأردن خدماته كوسيط لمحاولة المصالحة بين الشقيقين العدوين في المغرب العربي، وهما الجزائر والمغرب، ولكن على عكس مهام الوساطة السابقة، اقترح الملك عبد الله الثاني خارطة طريق تتكشف عبر عدة مراحل، مشيرة المصادر إلى أن الأردن يفضل الجانب الاقتصادي للحصول على استرخاء للعلاقات الجزائرية المغربية.

وبحسب المصادر، فقد أصر العاهل الأردني على ضرورة إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي دفنه النظام الجزائري نهاية أكتوبر 2021.

ونوهت المصادر إلى أن الأردن يهدف إلى إقناع الجزائر برفع الحظر عن صادرات الغاز الطبيعي إلى إسبانيا عبر المغرب ، في حين انه على المغرب استئناف مسيرة التعاون الاقتصادي مع الجزائر مع الاستفادة من بعض الامتيازات مثل الأسعار التفضيلية المرتبطة بمرور الغاز الطبيعي عبر التراب المغربي.

ووفقا للمقترح الأردني، فغنه في المقابل، يمكن للجزائر أن تستعيد ريادتها في سوق الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية وفي سوق جنوب أوروبا حيث تعمل قطر والولايات المتحدة على استبدالها بصادراتها من الغاز الطبيعي المسال.

وكشفت المصادر أيضا، إن الملك عبد الله الثاني اقترح إجراء محادثات صريحة ومباشرة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا بشأن الخلافات المتعلقة بنزاع الصحراء الغربية.

وقالت المصادر، إنه على الرغم من امتداح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حسن نية عبد الله الثاني، تبقى الحقيقة أن هذه الوساطة الأردنية لم تثر في الواقع حماسة النظام الجزائري الذي وضع مطالب صارمة للغاية لمناقشة أي استئناف للعلاقات الثنائية.

الجزائر تستدعي سفيرها من الرباط

وكانت وزارة الخارجية الجزائرية قد استدعت سفيرها لدى المملكة المغربية في يولوية/حزيران 2021 ردا على تصريحات أدلى بها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة حول منطقة القبائل.

وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيانها حينها “لقد أشار البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، يوم 16 يوليو 2021، إلى ضرورة توضيح المملكة المغربية لموقفها النهائي من الوضع البالغ الخطورة الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك”.

وتابع “نظرا لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل الجانب المغربي، فقد تقرراستدعاء سفير الجزائر بالرباط فورًا للتشاور. كما لا يستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده القضية”.

وكان السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال قد دعا خلال اجتماع لحركة عدم الانحياز إلى “حق تقرير المصير للشعب القبائلي” وأشار إلى أن الجزائر ينبغي ألا تنكر ذلك بينما تدعم حق تقرير المصير في الصحراء المغربية.

يشار إلى أن الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ أوائل التسعينيات، مما يزيد من حدة الخلاف بين الجزائر والرباط اللتين تتدهور العلاقات بينهما يوما بعد يوم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل