الثبات ـ فلسطين
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، على ضرورة إعادة قراءة المشهد الوطني الفلسطيني، والعمل على استراتيجية موحدة لإدارة العلاقات، قائمة على تحديد طبيعة العمل الوطني، كذلك العلاقة مع العدو، وقواعد الاشتباك معه، بما يضمن استمرار المقاومة ويحميها ويحمي رجالها.
تصريحات القيادي البطش جاءت خلال كلمة له في حفل تأبين الشهيد ضياء الدحدوح أقامته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين – إقليم غزة، بمسجد القدس، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده.
وقال: "المستقبل لا ترسمه إلا التضحيات، والأبطال والعظماء، الذين عرفوا الطريق فلزموه، وعرفوا خيار التضحية فانحازوا إليه"، مشددًا على أن المضحين في سبيل الله، والمقدامين نحو خيار الجهاد والمقاومة هم من يضعون معالم النصر والتمكين.
وأضاف "الطريق إلى القدس لن يمر إلا من خلال طريق الشهداء، الطريق إلى العودة يمر من خلال المقاومة، والمقاومة تحتاج إلى الركائز".
وأوضح البطش أن أهم الركائز التي تحتاجها المقاومة هم الشباب المؤمن المستعد للتضحية والفداء.
وتابع "ثاني هذه الركائز هو استعادة الوحدة الوطنية، لأن الوحدة هي أبرز طريق يمكن أن نحقق من خلاله الهدف ونستعيد الحق، أما بالانقسام وإدارة الظهر للناس، وبقاء الحصار على قطاع غزة وعزل المقاومة ومنع امدادها بالمال والسلاح لا يعطي نتيجة إيجابية، بل يعطي سندًا للعدو للتخلص من المقاومة ورجالها".
وشدد القيادي البطش على أن ما يحدث اليوم في الضفة الغربية من اغتيالات منظمة للمقاومين من قبل وحدات العدو المختلفة، ومحاولات تجريفها تهدف لفرض الرواية اليهودية عليها، وإقامة الحلم اليهودي بالدولة التلمودية التي حلم بها قادة العدو خاصة المتطرفون الجدد في الكنيسة والحكومة وعلى رأسهم القتلة بن غفير وسموتريتش ونتنياهو.
وأشار إلى أن أركان حكومة الاحتلال المقبلة، يعتبرون الضفة الغربية مركز الدولة اليهودية، مبينًا أنهم وخلال أشهرهم الست الأولى، وقبل التعريف بحكومته، سيسعون لممارسة إرهابهم على أربع جهات من خلال أربعة أسهم سيلقونها خلال تلك الأشهر.
وأردف البطش حديثه "السهم الأول هو إحياء فكرة الترانسفير، والترحيل الفلسطيني من الداخل، والعمل بالمبدأ الذي نادى به حاخامهم كاهانا، والقائم على ترحيل الفلسطينيين".
ورجَّح أن يكون فلسطينيو الداخل المحتل عام 1948، ضحايا لهذا المشروع والمبداء، مضيفًا "هم لديهم مرض العنصرية وتصفية الحساب مع فلسطينيي الداخل، بعد هبة آيار 2021، وخروجهم بالآلاف نصرة للقدس، ومطالبين بوقف الحرب الظالمة على قطاع غزة".
أما ثاني سهام حكومة العدو المتطرفة فلفت القيادي البطش إلى أنه سيتوجه للقدس، التي يسعون لحسم الصراع فيها واعتبارها عاصمة أبدية للشعب اليهودي، مكملًا "هم يعتبرونها مركز الصراع ومركز الاستقطاب اليهودي في العالم، لذا سيسعون جاهدين خلال هذه الفترة لتثبيت روايتهم سواء بالتهجير والاستيطان والعنصرية".
وأكمل البطش حديثه "السهم الثالث هو باتجاه الضفة الغربية من خلال تهويد الأرض وضم المستوطنات، ومحاسبة الفلسطينيين".
وبيَّن أن هذا السهم قائم على احتمالية التعاطي مع الفلسطينيين هناك على غرار ما تعاملوا فيه مع أهلنا في الجولان وشمال فلسطين المحتلة، مرجعًا ذلك إلى أن ما يمسى وزير "الأمن الداخلي الصهيوني" سيصبح إداريًا هو المسؤول عما يسمى بالمنسق الصهيوني في المناطق الصهيونية المدارة.
وأوضح أن هذا المسؤولية تعني أن المنسق سيتبع لوزارة مدنية ستبدأ بتشكيل ما تريد من ممارسات عنصرية ظالمة لتذهب الأراضي في الضفة الغربية، وتثبت الرواية اليهودية عليها.
وبشأن السهم الرابع، فلفت القيادي البطش إلى أنه سيكون باتجاه المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تعد عنوانًا للصمود وضرب المحتل.
وقال: "كتائب جنين وطوباس وجبع ونابلس، وعرين الأسود ولواء الشهداء، وعرين الشهداء وأسود الحق جاءت لتضع حدًا للغطرسة الصهيونية في الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن هذه القوة ستضعنا أمام مرحلة من التصعيد والعجرفة الصهيونية على المقاومة بشقيها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر البطش الممارسات السياسية الأخرى التي يسعى نتنياهو من خلالها لتوجيه ضربات قاتلة أو انتقائية سواء إلى حزب الله أو المقاومة في سوريا، أو بعض المنشآت النووية في إيران أو غيرها عبر تصفيات جسدية أو تخريب موضعي.
وشدد على أننا أما حكومة مجرمة قادمة بأجندة من العدوان على أبناء الأمة والشعب، متابعًا "لا يمكن أن نفلح في صد هذا الإجرام إلا موحدين، ودون أن نتوحد تقع المسؤولية على كاهل قوى المقاومة وفي مقدمتها كتائب المقاومة العاملة في الضفة الغربية، وأذرعها في قطاع غزة".
ومضى البطش يقول "هذا يتطلب منا مزيدًا من التراحم والمحبة والألفة، والوحدة والتعاضد الأسري والاجتماعي، بين مكونات الشعب الفلسطيني، ويستدعي إعادة النظر في كل المسيرة السياسية للأخوة الكرام في السلطة الفلسطينية للعودة لحضن الشعب الفلسطيني، وإعادة ترتيبه على قاعدة حماية الثوابت وعلى أساس المقاومة المشروعة في وجه هذا الاحتلال الصهيوني".