الثبات ـ سورية
شهدت مدينة الأتارب الخاضعة لسيطرة الجيش التركي ومسلحيه في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سوريا، موجة احتجاجات عارمة ضد التواجد التركي فيها، عقب إقدام مدرعة عسكرية للجيش التركي على دهس امرأة وطفلتها داخل المدينة والتسبب بوفاتهما.
وحاصر أهالي الأتارب رتلاً للجيش التركي داخل المدينة ومنعوه من مغادرتها، ورشقوا المدرعات التركية بالحجارة ماتسبب بإعطاب إحداها، قبل أن يتدخل مسلحوا استخبارات هيئة تحرير الشام الإرهابية لإبعاد الأهالي عن الرتل التركي وإجلائه من المدينة .
وردد المحتجون هتافات مناهضة لأنقرة خلال محاصرتهم المدرعات التركية في ساحة المخفر وسط الأتارب، وطالبوا الجيش التركي بإنهاء وجوده في المدينة ومغادرتها.
وقالت مراكز حقوقية إن مدرعات الجيش التركي تسببت حتى الآن بمقتل 26 مواطناً سورياً دهساً بسبب القيادة الرعناء للجنود الأتراك داخل المدن والمناطق التي يحتلها الجيش التركي والميليشيات الموالية له في شمال سوريا.
وتواصل القوات التركية، منذ 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، شن هجمات صاروخية ومدفعية، بإسناد جوي في شمال سوريا، تستهدف الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا؛ إلى جانب الإعلان عن ضربات على مدينة عين العرب (كوباني)، وكذلك في شمال العراق. وبينما تقول أنقرة إن تواجدها في سوريا يهدف إلى منع التهديد من الفصائل الكردية لها؛ تؤكد دمشق أن التواجد التركي في البلاد هو احتلال.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده استكمال الشريط الأمني الذي تقوم بإنشائه على حدودها الجنوبية, داخل الأراضي الشمالية لسوريا. وقال خلال كلمة ألقاها السبت في حفل افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية في ولاية شانلي أورفة المتاخمة للحدود السورية “حتمًا سنكمل الشريط الأمني البالغ عمقه 30 كم والذي نقوم بإنشائه على طول حدودنا الجنوبية”.
وأشار أردوغان إلى أن الهجمات التي تتعرض لها تركيا لن تتمكن من ثنيها عن تحقيق هذا الهدف, مضيفاً “تنظيم “بي كي كي” الإرهابي الذي ترعاه جهات أجنبية، يستهدف تركيا في كل فرصة ويقتل مواطنيها دون تمييز بين الأطفال والنساء”.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قبل أيام، أن الولايات المتحدة، طلبت من تركيا، إعادة النظر في عمليتها العسكرية البرية المحتملة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شمالي سوريا. وقال أكار في تصريحات للصحفيين نقلها التلفزيون الرسمي: “الولايات المتحدة الأميركية طلبت منا إعادة النظر بالعملية العسكرية البرية المحتملة ضد قسد”. وأضاف أكار أن تركيا طلبت في المقابل من الولايات المتحدة “الالتزام بتعهداتها”، داعيا واشنطن إلى “تفهم الوضع” فيما يتعلق بسوريا.