الثبات ـ فلسطين
كشفت أوساط سياسية ودبلوماسية إسرائيلية أن كيان الاحتلال يدرس اتخاذ قرار بمنع المحامية الإيطالية "فرانشيسكا ألبانيز" مبعوثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، بزعم إدلائها بسلسلة من التصريحات لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن بعضها أدلت به في مؤتمر تم بثه في قطاع غزة، وفي أخرى أيدت عمليات المقاومة ضد المستوطنين الإسرائيليين، وادعت المحافل الإسرائيلية أن منعها أمر لا مفر منه.
ونقل "إيتمار آيخنر" المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "وزارة خارجية الاحتلال تفكر في منع دخول المبعوثة الخاصة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تخطط للوصول في الأيام المقبلة لزيارة الضفة الغربية".
وزعم أنها أدلت بسلسلة من التصريحات ضد الاحتلال، بما في ذلك بعض التصريحات الأخيرة التي وجهتها إلى كبار مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي الذين حضروا مؤتمرًا في غزة الأسبوع الماضي، وترجم خطابها إلى اللغة العربية خلال بث مباشر للمؤتمر، وخاطبتهم: "لكم الحق في مقاومة هذا الاحتلال".
وأضاف في تقرير أن "ألبانيز تعارض حل الدولتين للشعبين قائلة في ذات المؤتمر إن "الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس هي ما تبقى من فلسطين التاريخية، هذه اللغة ليست جديدة، لكنها ستساعد المجتمع الدولي على الشعور بعدم الارتياح لحل الدولتين، وهي ليست المرة الأولى التي تبرر فيها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وزعم التقرير الإسرائيلي أن ألبانيز ذكرت في مقابلة مع المجلة الإيطالية ألتراكومونيا في 9 يونيو أن "إسرائيل تساوي المقاومة بالإرهاب، لكن الاحتلال يتطلب العنف، وهو من يتسبب به".
وفي مايو أكدت لقناة تلفزيونية إيطالية أن "الحراك الفلسطيني أمر لا مفر منه، لأن حق الشعب الفلسطيني في الوجود محروم منذ 55 عامًا"، وسبق لها أن قارنت النكبة الفلسطينية التي حصلت في العام 1948، بالمحرقة التي حصلت لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، واتهمت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري. ألبانيز عملت سابقًا في الدائرة القانونية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأعدت العديد من الدراسات حول موضوع اللاجئين الفلسطينيين وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف، ولعل هذه السيرة الذاتية الحافلة بالعمل الإنساني سببت للاحتلال انزعاجا وغضبا منها، فضلا عن مواقفها القانونية والحقوقية التي ترفض النفاق الغربي وازدواجية معاييره لمحاباة الاحتلال.