الثبات ـ من ذاكرة التاريخ
بعد أن استولى جنودنا على القرية ورفع سكانها الأعلام البيضاء, قاموا بجمع السكان , وفرقوا بين النساء والرجال ثم قاموا بتقييد أيدي الرجال، ثم أطلقوا النار عليهم، وقتلوهم جميعًا"، يقول أحد مجرمي الحرب الإسرائيليين في شهادته حول مشاركته بمجزرة قرية الصفصاف المهجرة شمال أراضي الـ48 المحتلة.
وضمن ملف كشف مجازر وملفات مخفية في أرشيف الاحتلال الإسرائيلي، حول النكبة، أطلقته وكالة "صفا" مؤخرًا، كشف ناشطون ومحاميون عن تفاصيل مجزرة بيت صفاف التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948.
ويقول أحد الصهاينة المجرمين المشاركين في المجزرة واسمه يوسف نحماني: "إن الأعمال الوحشية التي ارتكبها جنودنا في قرية الصفصاف كانت في منتهى البشاعة".
ويضيف "بعد أن استولى جنودنا على القرية ورفع سكانها الأعلام البيضاء, قاموا بجمع السكان، وفرقوا بين النساء والرجال ثم قاموا بتقييد أيدي الرجال بعد أن أوقفوهم في صف واحد، وأطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعاً".
وحسب نحماني "كان عددهم حوالي 60 رجلاً، ثم ألقوا بهم في حفرة واحدة، وبعد ذلك توجهوا إلى النساء وقتلوهن".
ومن بشاعة ما روي "لقد رأيت امرأة مقتولة وبين ذراعيها طفلها المقتول أيضًا".
ويُعد المجرم "نحماني" من أبرز مجرمي الحرب الذين عرفهم سكان الجليل الفلسطيني أذناك، فقد كان معروفًا بغشه وخداعه واحتياله بسرقة الأراضي، باسم عربي وهو "يوسف العونطجي" أو "أبو درة".
مشاهد بشعة
ويقول المؤرخ الفلسطيني نافذ النزال نقلاً عن أحد الأشخاص الذين بقوا داخل القرية عندما دخلها الجنود الإسرائيليون: "دخل جنود الاحتلال القرية عند الفجر تقريباً، وأمروا سكان القرية بالاصطفاف في رقعة من الأرض, تقع شمال القرية".
يكمل "بينما كنا كذلك، أمر بعض الجنود اليهود أربع فتيات بمرافقتهم لجلب المياه, لكنهم بدلاً من ذلك, أخذوهم إلى منازلنا الخالية واغتصبوهن".
ويفيد "لقد عُصبت أعين نحو سبعين رجلاً منا وقتلوهم رميًا بالرصاص, الواحد تلو الآخر, ثم أخذ الجنود جثثهم وطرحوها فوق الغطاء الإسمنتي القائم فوق عين القرية، وجرفوا التراب ورموه فوق الجثث".
يُذكر أن محامون وحقوقيون يطلقون حملة لكشف مجازر إسرائيلية مطموسة ارتكبتها عصابات الاحتلال إبان النكبة، من أجل رفعها في المحاكم الدولية، لإرغام "إسرائيل" عل الاعتراف بها، ومحاكمة مجرميها الذين شاركوا فيها.
تجدر الإشارة إلي أن "إسرائيل" ارتكبت مئات الجرائم التي لا يعرف عنها أبناء الشعب الفلسطيني، إلا العشرات، وذلك بعد احتلال فلسطين عام 1948.