مرصد مدمّر يصدر تحذيرا نهائيا من الكويكب بعد الانهيار القاتل!

الأربعاء 02 تشرين الثاني , 2022 09:07 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

بعد الانهيار والتمزق قطعاً في ديسمبر 2020، يقدّم مرصد Arecibo العظيم هدية فراق أخيرة للإنسانية.

وباستخدام البيانات التي جمعها Arecibo بين ديسمبر 2017 وديسمبر 2019، أصدر العلماء أكبر تقرير قائم على الرادار نُشر على الإطلاق عن كويكبات قريبة من الأرض.

ويتضمن التقرير، الذي نُشر في 22 سبتمبر في مجلة The Planetary Science، ملاحظات تفصيلية لـ 191 كويكبا قريبا من الأرض، بما في ذلك ما يقرب من 70 كويكبا يُعتبر "خطيرا" - أي كويكبات كبيرة ذات مدارات تجعلها في حدود 4.65 مليون ميل (7.5 مليون كيلومتر) من الأرض، أو ما يقرب من 20 ضعف

متوسط ​​المسافة بين الأرض والقمر.

ولحسن الحظ، لا تشكل أي من هذه الكويكبات الموصوفة حديثا تهديدا مباشرا للأرض؛ فوفقا لوكالة ناسا، فإن كوكبنا آمن من تأثيرات الكويكبات المميتة على مدار المائة عام القادمة على الأقل.

ومع ذلك، لا يزال العلماء يولون اهتماما وثيقا لأجسام قريبة من الأرض مثل هذه في حالة حدوث تحول في مساراتها بسبب بعض الصدف الطبيعية - على سبيل المثال، نتوء من كويكب آخر - ما يضعها في مسار تصادم مع الأرض.

وأشار التقرير الجديد أيضا إلى العديد من الكويكبات التي تعتبر جديرة بالدراسة المستقبلية، بما في ذلك جسم فضائي غريب الأطوار يسمى 2017 YE5 - وهو كويكب ثنائي نادر للغاية "متساوي الكتلتين"، مصنوع من صخرتين متطابقتين تقريبا في الحجم يدوران باستمرار إحداهما حول الأخرى.

وكتب الباحثون أن انعكاس الرادار العالي للكويكب قد يشير إلى وفرة من الجليد المائي تحت سطحه، ما يجعله على الأرجح فئة لم يسبق لها مثيل من الكويكبات الجليدية المتساوية الكتل القريبة من الأرض.

ومع هذا "الكنز الدفين" الجديد من البيانات، يمكن للعلماء قياس أشكال هذه الكويكبات وأحجامها وفترات دورانها بشكل أفضل، وهي مقاييس مهمة لتقييم المخاطر المحتملة التي قد تشكلها الكويكبات على كوكبنا، وفقا لمعدة الدراسة الرئيسية آن فيركي، الباحثة بقسم الفيزياء بجامعة هلسنكي في فنلندا.

وأضافت فلافيان فينديتي، معدة الدراسة المشاركة ورئيسة مجموعة علوم الرادار الكوكبية في Arecibo، أن "كمية البيانات القيمة التي تم جمعها فريدة من نوعها، ولم يكن من الممكن تحقيق هذه النتائج مع أي منشأة أخرى موجودة".

وتم إنشاء مرصد Arecibo في بورتوريكو في عام 1963، ليصبح أكبر وأقوى تلسكوب لاسلكي في العالم. وأصبح طبق التلسكوب الأيقوني الذي يبلغ عرضه 1000 قدم (305 م) مشهورا عالميا في التسعينيات بعد أن ظهر في أفلام مثل Contact (1997) وGoldenEye (1995).

وبحلول ذلك الوقت، كان المرصد معروفا بالفعل في المجتمع العلمي لأنه يبث رسالة البشرية الأولى إلى الفضائيين في عام 1974.

وفي الآونة الأخيرة، لعبت ملاحظات Arecibo للكويكبات دورا مباشرا في التخطيط لمهمة ناسا لاختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة (DART)، حيث قام العلماء بتحطيم مركبة فضائية في الكويكب ديمورفوس القريب من الأرض.

وانتهت مهمة Arecibo بشكل مفاجئ في ديسمبر 2020، بعد انقطاع كابلَيْ دعم مهمين، ما أدى إلى الانهيار الكامل للتلسكوب.

وفي أكتوبر 2022، أعلنت المؤسسة الوطنية للعلوم - التي تمتلك الموقع الذي تم بناء Arecibo عليه - أن التلسكوب لن يتم استبداله أو إصلاحه، الأمر الذي أثار استياء العلماء ومحبي الفضاء في جميع أنحاء العالم.

ولاحظ الفريق أن الباحثين ما زالوا يحللون تراكم البيانات من Arecibo - لذلك ربما لا يزال لدى أشهر تلسكوب متقاعد في العالم المزيد من الهدايا العلمية ليقدمها لنا في السنوات القادمة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل