آخر رئيس وزراء لبوتفليقة يودع الحبس في الجزائر

الأربعاء 24 آب , 2022 09:02 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

انتهى مصير نور الدين بدوي، آخر وزير أول في فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، إلى الحبس المؤقت، بقرار من غرفة الاتهام لمجلس قضاء الجزائر، بعد مواجهته بتهم فساد.

وجاء قرار غرفة الاتهام، بإيداع بدوي الحبس المؤقت، ليلغي ما صدر عن قاضي التحقيق لمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة، الذي اكتفى بوضع الوزير الأول السابق تحت نظام الرقابة القضائية. وفي النظام القضائي الجزائري، يحق لقاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية، اتخاذ الإجراء الذي يراه مناسبا في حق المتهم، ثم يمكن الطعن في قراره لدى جهة أعلى في النيابة هي غرفة الاتهام التي تقرر إما تأييد قرار قاضي التحقيق أو تقرير مصير آخر بحق المتهم.

ويعد بدوي آخر المتهمين الكبار من فترة بوتفليقة، فقد شغل مناصب حكومية حساسة مثل وزير التكوين المهني بين 2013 و2015 ثم وزير الداخلية بين 2015 و2019 ثم عُيّن وزيرا في آذار/ مارس  2019 بعد استقالة أحمد أويحيى في فترة الحراك الشعبي، وأكمل مهمته على رأس الحكومة بعد استقالة الرئيس بوتفليقة في نيسان/ أبريل 2019 إلى غاية تنظيم الانتخابات الرئاسية نهاية 2019، حيث قدم استقالته للرئيس الجديد عبد المجيد تبون مباشرة بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا للبلاد.

وخلال فترة الحراك الشعبي، لم يتوقف المتظاهرون عن مطالباتهم برحيل بدوي كونه يمثل نظام بوتفليقة، وكان من دوافع رفض الانتخابات الرئاسية لدى قطاع واسع من الحراكيين بقاء بدوي على رأس الحكومة، وهو ما لا يمثل بحسبهم ضمانة لنزاهة الانتخابات. لكن السلطة في الجزائر رفضت التخلي عن بدوي، بمبرر عدم دستورية إقالته، كون الدستور في الجزائر ينص على أن رئيس الدولة الذي يخلف رئيس الجمهورية في حال شغور المنصب، لا يحق له التصرف في الحكومة إلى غاية انتخاب رئيس جديد.

وظل بدوي بعد خروجه من الحكومة بعيدا عن قضايا الفساد التي مسّت عددا واسعا من رجال الرئيس السابق. لكن اسمه بدأ يظهر شيئا فشيئا، في قضايا تتعلق بفترة توليه منصب محافظ في عدد من الولايات الكبيرة قبل دخوله الحكومة. وبدأ التحقيق معه منذ نحو سنة من طرف الضابطية القضائية لولاية قسنطينة شرقي البلاد، في ملفات فساد تخص عددا من المشاريع المتعلقة بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ومخالفة قانون الصفقات، والتصرف في أراض بطرق غير قانونية، إلى أن استُدعي قبل أيام أمام قاضي التحقيق ليتحول رسميا إلى متهم مع وضعه تحت الرقابة القضائية، ثم تطورت الأمور بسرعة ليودع الحبس المؤقت.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل