اكتشاف عملة رومانية نادرة في بحر حيفا تحمل صورة إلهة القمر “لونا” وإشارة لبرج السرطان

الثلاثاء 26 تموز , 2022 10:49 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

للمرة الأولى يكتشف قطعة نقدية رومانية عمرها 1850 سنة في ساحل الكرمل جنوب حيفا، تحمل نقشاً لصورة إلهة القمر، وتصف “برج السرطان”، وهي حلقة في سلسلة قطع نقدية رومانية كانت تحمل صور أبراج الحظ، طبقاً للأساطير القديمة.

وتم العثور على العملة النقدية النادرة المصنوعة من البرونز في قعر البحر مقابل ساحل الكرمل، خلال أعمال تنقيب أثرية. وحسب النقوش في قطعة النقد التاريخية فقد تم صكّها باسم القيصر أنطونيوس بيوس (138-161 ميلادي) في بيت مصري لصك العملات في الإسكندرية.

في الوجه الآخر للعملة النقدية ترد شروحات عن “برج السرطان”، الذي يحيل لشهر تموز، ومن فوقها صورة إلهة القمر “لونا”، وهي رّبة القمر من ميثولوجيا رومانية، وتقابل سيليني من الميثولوجيا الإغريقية. كما حملت القطعة النقدية المكتشفة أيضاً الرقم 8 ما يعني أنها صكّت في العام الثامن من حكم القيصر أنطونيوس بيوس (في العام 146).

ويوضح الباحث الأثري دكتور كميل ساري أن القطعة النقدية المكتشفة هي حلقة من سلسلة 13 قطعة تحمل شروحات عن 12 برجاً، فيما تحمل قطعة إضافية شروحات مقتضبة عن كافة الأبراج. ويشير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها على الساحل الفلسطيني قطعة نقدية نادرة وهامة جداً، منوها للعثور على قطع نقدية من فترات مختلفة لم يبلغ عن هويتها.

 وتنتشر على الساحل الفلسطيني، من خان يونس إلى رأس الناقورة، سلسلة مواقع أثرية متنوعة من حقب تاريخية كثيرة تروي حقيقة العلاقات المختلفة للبلاد مع موانئ حوض البحر المتوسط والبلاد المحيطة به. ويشير ساري إلى أن موجودات أثرية كثيرة قد غرقت في البحر منذ قرون كثيرة ما يوفر فرصة ذهبية للحفاظ عليها وصيانتها بشكل مدهش، بعضها نادر جداً، ويساهم الكشف عنها في استكمال اللوحة الفسيفسائية الخاصة بتاريخ البلاد.

عُثر على هذه القطعة النقدية قريباً من حيفا، خلال عملية مسح وتوثيق وصيانة للمواقع الأثرية الساحلية والبحرية، خاصة أن بعضها يتعرض للأذى بسبب أعمال التطوير، ويقول سري إن هناك بحراً من الكنوز الأثرية قبالة السواحل في فلسطين من فتراتها التاريخية المختلفة.

يشار إلى أن القيصر أنطونيوس بيوس، وبخلاف سابقيه في سدّة الحكم الروماني، لم يكن عسكرياً، ولم يشارك في حرب، وتميزت فترة حكمه بالأكثر هدوءاً في مسيرة الامبراطورية الرومانية، وقد آثر إدارة الأزمات الخارجية بواسطة مداولات قام بها حكام الولايات، ولذا فهو لم يغادر روما يوما. كما تفيد المصادر التاريخية أن هذا القيصر الروماني قد شجع بناء المعابد والمسارح والمقابر الفخمة، مثلما بسط رعايته على تطوير العلم والفلسفة. كذلك خفّف الإجراءات الرومانية ضد اليهود، وألغى عقوبات أدريانوس ضدهم وسمح بهم بالقيام بطقوس الختان ونسج علاقات صداقة مع حاخاماتهم.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل