شهد ميناء العقبة الأردني كارثة، يوم الاثنين، إثر حادث سقوط وانفجار صهريج يحوي غاز الكلورين السام خلال عملية تفريغ لإحدى البواخر بالميناء، راح ضحيته 12 قتيلًا على الأقل وأكثر من 260 مصابًا.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن مصادر أن الغاز المتسرب جراء انفجار الغاز في ميناء العقبة، هو غاز الكلورين المسال، فما هو هذا الغاز، وما أضرار التعرض إليه؟
يعد الكلور (بالإنجليزية: Chlorine) عنصرا نشيطا لافلزياً، ويوجد في الطبيعة بوفرة على شكل ملح في مياه البحر، وفي الصخور الملحية، وهو ثالث أكثر العناصر وفرة في المحيطات، ويحتل المرتبة 21 من حيث الوفرة في القشرة الأرضية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الكلورين غاز أصفر مخضر له رائحة مميزة تشبه رائحة المادة المبيِّضة، وهو أثقل من الهواء بثلاثة أضعاف تقريبا، وبالتالي فهو يتجمع في المناطق المنخفضة، وهو غير قابل للانفجار، إلا أنه قد يعزز الانفجار للمواد الأخرى.
التعرض للكلورين
نظرا لكون الكلورين غازا، فإن سبيل التعرُّض الأكثر احتمالا له هو الاستنشاق وتعرض العينين. وقد تحدث الإصابة الجلدية تلو التعرض لغاز مكثف أو من الاقتراب كثيرا لموقع إطلاق الغاز المسال تحت الضغط.
وتظهر أعراض التخرش على الأغشية المخاطية بسرعة، رغم وجود آثار متأخرة على الرئتين. وتعتمد شدة التأثيرات على تركيز وعلى مدة التعرض.
ويمكن التعرف على غاز الكلور من خلال رائحته اللاذعة والمهيجة، والتي تشبه رائحة التنظيف “التبييض”، وقد توفر الرائحة القوية تحذيرا كافيا للأشخاص من تعرضهم.
وبحسب مركز مكافحة الأمراض، فإن غاز الكلور من أهم مكوناته كلوريد الصوديوم (الملح) المعروف منذ العصور القديمة، لكن الكلور كغاز لم يعرف إلا في القرن الـ17.
ويعتمد خطر الكلور على مدى قرب الأشخاص منه والكمية التي أطلقت وتركيزها والفترة الزمنية لتعرض الأشخاص له.
ويؤثر غاز الكلور في الهواء على العين والجلد والجهاز التنفسي، فهو يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحدوث احمرار وقروح بالجلد، وحرقة في الأنف والحلق والعين، وسعال وصعوبات في التنفس.
أضراره
على الرغم من استخدامات الكلور المتعددة، إلا أن للكلور مضار عديدة، فعندما يدخل الجسم نتيجة التنفس، أو البلع، فإنه يتفاعل مع جزيئات الماء الموجودة على الأسطح المخاطية داخل الجسم، منتجا أحماضا ضارة، مثل حمض الهيدروكلوريك، وحمض هيبوكلوروس.
ويعتمد حدوث أضرار الكلور على عدة عوامل، مثل طريقة التعرض للكلور، وجرعة الكلور الذي تعرض لها الشخص، والمدة الزمنية للتعرض للكلور. وجدير بالذكر أن معظم حالات التعرض الضارة للكلور تحدث نتيجة استنشاق الكلور بتراكيز عالية.
وتبدأ أعراض التسمم بالكلور بالظهور عادةً في غضون ثوان إلى دقائق، ومن أكثر تلك الأعراض شيوعا:
السعال وصعوبة التنفس.
وجود سائل داخل الرئتين، والذي يعتبر حالة مرضية تعرف باسم الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary Edema)، التي قد تتطور فور التعرض للكلور، أو قد يتأخر حدوثها.
تهيج مجرى الهواء.
صفير وصعوبة في التنفس.
التهاب الحلق.
آلام في المعدة.
التقيؤ.
دم في البراز.
أيضاً، يمكن أن يؤدي التعرض للكلور إلى حدوث خلل في الدورة الدموية، الأمر الذي يسبب العديد من المشاكل الصحية، مثل: تغييرات في توازن درجة الحموضة في الدم، وهبوط في ضغط الدم.
إصابات في العين، مثل حدوث تشوش في الرؤية، وتهيج العين، وقد يحدث فقدان البصر.
من أضرار الكلور أيضا حدوث تهيج للعين وللجلد، وقد يحدث في الحالات الأكثر خطورة حروق وتقرحات شديدة.
محاذير استخدام الكلور
يسبب الكلور تآكل للمعادن والأسطح عند خلطه مع مواد التنظيف الأخرى، كما أنه ينتج غازات سامة تعمل على تلف الرئتين، ويسبب أيضاً تهيج العينين، والفم، والرئتين، خاصةً لدى الأشخاص المصابين بالربو أو بالأمراض التنفسية الأخرى، لذلك يجب توخي الحذر عند استخدامه.
ومن الإجراءات التي تجب مراعاتها:
– ارتداء القفازات المطاطية والنظارات الواقية لحماية العينين والوجه من الكلور.
– تهوية المنطقة جيدا من أبخرة الكلور، إما بفتح النوافذ أو باستخدام المراوح.
– تخزين الكلور في مكان آمن، وبارد، وجاف بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة والحرارة، وبعيدا عن أيدي الأطفال.
– عدم الأكل أو الشرب عند استخدام الكلور، والتأكد من غسل اليدين بالماء والصابون جيداً بعد استخدامه.
– عدم خلط الكلور مع المنتجات الأخرى، خاصةً تلك التي تحتوي على الأمونيا، أو الخل، أو الكحول، حيث يؤدي ذلك لإنتاج غازات سامة تعمل على تهيج والتهاب العينين والرئتين.
العلاج عند التعرض للغاز
توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة ارتداء العاملين الصحيين الذين يعالجون المرضى الملوثين بالكلورين لملابس واقية وأقنعة مضادة للغاز.
وتشير المنظمة إلى أن أولى خطوات العلاج تكون إبعاد ملابس الضحايا وغسل الجلد بسرعة.
وتنبه المنظمة العالمية إلى أن العينين والجهاز التنفسي هي الأعضاء الرئيسية المستهدفة بغاز الكلورين، لذا ينبغي توجيه الجهود نحو الحفاظ على المسلك الهوائي مفتوحًا، وعلى كمية كافية من الأكسجين، وعلى إزالة التلوث من العينين.