الثبات ـ عربي
دفع تلميح وزراء إسبان لوجود دور روسي في إشعال الأزمة بين الجزائر ومدريد، السلطات الجزائرية إلى تبني موقف أكثر راديكالية، يستبعد كليا تطبيع العلاقات بين البلدين في ظل حكومة بيدرو سانشيز الحالية. وقال الدبلوماسي الجزائري عمار بلاني، إن ما قيل يدمر بشكل كلي أي إمكانية لإعادة العلاقات لطبيعتها خلال الدورة التشريعية الحالية بإسبانيا.
وقال عمار بلاني المبعوث الجزائري الخاص للصحراء الغربية والمغرب العربي، في تصريحات لجريدة “كونفيدنسيال” الإسبانية، إنه سيتعين انتظار حكومة جديدة لإنهاء الأزمة، ولتصوب من التوجه الحالي في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية لا ترى الجزائر أي أفق لحل أزمتها مع إسبانيا ما دامت الحكومة الحالية في مدريد مستمرة.
وأبرز بلاني أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الوزير خوسيه مانويل ألباريس ونائبة رئيس الوزراء، وزيرة الاقتصاد نادية كالفينيو تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة تمارس الكذب والهروب إلى الأمام”. ويشير كلام الدبلوماسي الجزائري إلى تصريحات وزيرة الاقتصاد والنائب الأول لرئيس الوزراء نادية كالفينو التي ذكرت أن روسيا هي من دفعت الجزائر للتحرك ضد إسبانيا. أما وزير الخارجية ألباريس، فلم يتحدث علانية عن دور روسي، لكن الجزائر وصلها أنه قال خلال محادثات نواب أوربيين، إن روسيا من أوحت للجزائر بافتعال الأزمة مع إسبانيا من أجل زعزعة استقرار المنطقة الجنوبية لأوروبا، وأشار في هذا الصدد إلى أن زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف للجزائر يوم 10 مايو/أيار الماضي، وفق ما روته الصحيفة.
قال المبعوث الجزائري الخاص للصحراء الغربية والمغرب العربي، في تصريحات لـ”كونفيدنسيال” الإسبانية، إنه سيتعين انتظار حكومة جديدة لإنهاء الأزمة، ولتصوب التوجه الحالي في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية
ويعتقد بلاني وفق تصريحه، أنه بنهاية المجلس التشريعي في إسبانيا “سيسود وضع آخر في أوروبا” فيما يتعلق بالصحراء الغربية. ويتوقع السفير الجزائري أن “اتفاقية الشراكة والصيد ستُلغى نهائيا وستندلع أزمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”. وكانت المحكمة الأوربية قد ألغت اتفاقيات الصيد مع الرباط، في أيلول/سبتمبر الماضي، لأنها شملت الصحراء الغربية، لكن الحكم تم استئنافه من قبل السلطات التنفيذية في الاتحاد الأوربي. ويرى بلاني أن تأكيد هذا الحكم مسألة وقت فقط، وحينها “ستضغط الدول الاسكندنافية، وفي مقدمتها السويد، على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه للتعبير بوضوح عن احترامهم للقانون الدولي”. وبعد ذلك، لن يكون هناك، حسبه، المزيد من الاتفاقات التي تشمل الصحراء فحسب، بل “سيكون من الصعب الاستمرار” في دعم المقترح المغربي بالحكم الذاتي.
وبدت الجزائر منزعجة جدا من التصريحات الإسبانية التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا، وهو ما عكسته برقية وكالة الأنباء الجزائرية الأخيرة التي هاجمت بضراوة وزير الخارجية الإسباني.
وقالت الوكالة الرسمية إن “تنقلات رئيس الدبلوماسية الإسبانية مؤخرا بين مدريد وبروكسل تثير تساؤلات حول قدرات دبلوماسي لا يليق بهذا البلد المتوسطي الكبير وبشعبه العظيم الذي فرض دوما الاحترام”.