روسيا ـ اوكرانيا
أفردت صحيفة "غلوبال تايمز" متسعا على صفحاتها لموضوع أكدت فيه أن الولايات المتحدة فشلت في إسقاط الروبل وعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي.
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من التهديدات الأخيرة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن والتشديد المستمر للعقوبات ضد روسيا، فقد عادت العملة الروسية تدريجيا إلى مستوياتها السابقة/ ولم يحدث التضخم المفرط الذي تراهن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها.
ويشدد هذا المقال على أن هذا الوضع يظهر أن روسيا لا تزال جزءا مهما من النظام الاقتصادي العالمي، ولن يكون في الإمكان عزلها بشكل تام.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرح في 26 مارس في وارسو، بأن سعر صرف الروبل الروسي بسبب العقوبات التي فرضها الغرب، انهار إلى درجة تحولت هذه العملة إلى "ركام". ومع ذلك، أصبح جليا اليوم أن هذا التصريح كان مبالغا فيه، حيث تظهر البيانات الحقيقية أن الروبل كان قادرا على التعافي بالكامل تقريبا من الضربة والتعافي إلى المستويات السابقة، بحسب صحيفة غلوبال تايمز.
ويلفت صاحب المقال إلى أنه تم فرض عقوبات جديدة على روسيا بعد بدء عملية خاصة في أوكرانيا، إلا أن الانتعاش السريع للروبل يظهر أن "إزالة العولمة أمر مستحيل"، بغض النظر عن مدى رغبة واشنطن في ذلك.
ويؤكد المقال أن هذا الوضع برمته له عواقب وخيمة على حقائق النزاعات الدولية الحديثة، بالنظر إلى أن الغرب يحاول بنشاط محاربة موسكو على الصعيد الاقتصادي والإعلامي، مشيرا إلى أنه في ساحة المعركة الجديدة والحديثة هذه، يتضح أن الغرب "بالغ في تقدير قدراته".
وأفيد في هذا السياق، بأن مؤيدي العقوبات الغربية يعتقدون أنه تم تصميم هذه الإجراءات لتوجيه ضربة قوية للاقتصاد الروسي وأخرى للمواطنين الروس العاديين من أجل إثارة الاستياء من السلطات وإجبار موسكو على تغيير مسارها. وفي الواقع، قررت العديد من الشركات الغربية في النهاية مغادرة روسيا، ولم
تعد السلع الفاخرة الأجنبية متاحة للروس.
ومع ذلك ترى الصحيفة أن "التضخم المفرط" الذي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يأملون في حدوثه لم يحدث بالفعل في روسيا، ولا يبدو أن السلع الفاخرة وسلاسل محلات الوجبات السريعة الغربية ضرورية جدا للتشغيل الطبيعي للاقتصاد الروسي.
وكتبت "غلوبال تايمز" تقول إن ما تحتاجه روسيا فعليا هو الطاقة، وأن هذه الصناعة أصبحت الآن مربحة للغاية حتى على خلفية العقوبات. ولا تزال أوروبا تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي قد بدأوا في استبعاد النفط الروسي، إلا أنه من غير
الممكن استبدال الغاز الروسي على الفور.
ورأى الكاتب أن هذا السبب هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى محاولة التدخل بنشاط في الموقف، في محاولة لسد هذه "الفجوة المحتملة". بهذه الطريقة، تأمل واشنطن تعزيز موطئ قدمها السياسي في أوروبا وفي الوقت نفسه تقليل الاعتماد على الإمدادات من روسيا.