الثبات ـ عربي
يعتزم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، زيارة مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، خلال الأسبوع المقبل "في محاولة لمنع تصعيد أمني محتمل في الضفة والقدس" المحتلتين خلال شهر رمضان، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11").
وذكرت القناة الرسمية الإسرائيلية أن الملك عبد الله يعتزم الوصول إلى رام الله مطلع الأسبوع المقبل، في زيارة يجتمع خلالها بالرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، الذي يتوجه إلى ألمانيا ويعود إلى الضفة نهاية الأسبوع الجاري.
وتتشابك الشؤون السياسية والأمنية الفلسطينية بشكل كبير مع الأردن حيث يعيش ما يزيد على مليوني لاجئ فلسطيني مُسجل. والأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن هي أيضا الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
ونقلت "كان 11" عن مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية قولهم: "ليس لدينا مصلحة في التصعيد، لكن إسرائيل تضغط في هذا الاتجاه. سمعنا حتى الآن حديثًا من إسرائيل حول محاولة التهدئة، ولكن دون تحرك يذكر على الأرض".
وقال مسؤول فلسطيني، بحسب القناة، إنه "إذا أرادت إسرائيل منع الاحتكاكات، فيجب عليها منع اقتحامات المستوطنين إلى الحرم القدسي طوال شهر رمضان - على الرغم من أنه قد يتزامن مع عيد ‘الفصح‘ اليهودي".
وأضاف "فليصلي اليهود في الأماكن المخصصة لهم، وأن يتركوا الحرم القدسي خلال شهر رمضان لأداء صلاة المسلمين". وذكر التقرير الإسرائيلي أنت هذه هي الرسالة التي يُتوقع أن يسمعها العاهل الأردني من الجانب الفلسطينيين، والتي نقلها الفلسطينيون بالفعل لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي العاشر من آذار/ مارس الجاري التقى وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، يائير لبيد، بالملك عبد الله، في العاصمة الأردنية عمان، وذلك "مع اقتراب شهر رمضان، وفي ظلّ القلق من تصاعُد التوترات في القدس" المحتلّة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الخارجية الإسرائيلية حينها.
ونقل البيان عن لبيد قوله: "اتفقنا على ضرورة العمل معا لتهدئة التوتر وتعزيز التفاهم، وبخاصة في الفترة التي تسبق شهر رمضان وعيد الفصح ( اليهودي)". وأضاف لبيد "علاقتنا المميزة مع المملكة الأردنية، تضمن مستقبلا أفضل لأطفالنا، والسلام بيننا لا يتمثل فقط بحُسن الجوار ولكن أيضًا مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه كلا الشعبين".
ويعتبر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، أن ثمة احتمالا لاشتعال الوضع الأمني في البلاد، خلال شهر رمضان المقبل. وأبلغ بار مسؤولين أميركيين بهذه التقديرات خلال زيارته الأولى منذ توليه منصبه، قبل خمسة أشهر، إلى الولايات المتحدة، التي عاد منها مطلع الأسبوع الماضي.
وتناولت لقاءات بار في واشنطن الموضوع الفلسطيني، وفي هذا الإطار حذر من احتمال اشتعال أمني خلال شهر رمضان. ويحذر الشاباك والجيش الإسرائيلي، في الفترة الأخيرة، من اشتعال كهذا، خاصة بسبب مسيرات استفزازية ينظمها اليمين الإسرائيلي في القدس المحتلة خلال عيد الفصح اليهودي، الذي سيحل خلال شهر رمضان، وتوقعات بمشاركة نحو مئة ألف يهودي في هذه المسيرات.
كما تشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي إلى أن هذا التصعيد المحتمل في القدس سيمتد إلى الضفة الغربية، وسيكون واسعا، خلال شهر رمضان في نيسان/ أبريل المقبل.