الثبات ـ عربي
رد الصحافي والكاتب الأميركي في مجلة ”ذا أتلانتيك”، غريمي وود، على تحريف الإعلام السعودي لمقابلته الأخيرة مع ولي العهد محمد بن سلمان، بمقال فصل فيه النقاط التي تم التلاعب فيها بالنص.
وقال في مقالة إنه وبعد نشر اللقاء، بدأت ماكينة الدعاية السعودية في العمل، لمحاولة إخفاء الأجزاء المزعجة في المقابلة، وتضخيم الأجزاء التي أعجبت الحكومة، متهما الإعلام السعودي بالكذب بشكل مباشر.
وبحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، فقد أشار وود إلى أن مصادر سعودية أخبرته أنه لن يدخل السعودية مجددا، وإنه لن يرى ولي العهد للأبد.
وقال وود: “سربت الحكومة إلى قناة العربية الإخبارية السعودية نسخة محررة ومنسقة من المقابلة ستوجه القارئ إلى ما يرغب الفريق الإعلامي لولي العهد في حذفه أو تضخيمه”.
مقتل خاشقجي
وعدد وود بعض الأمثلة على الاختلافات، قائلا: “لقد ضغطنا على محمد بن سلمان بشأن مقتل جمال خاشقجي، وقدم ولي العهد عددًا من المزاعم الغريبة والمزعجة، بما في ذلك فكرة أنه لم يأمر بقتل خاشقجي، ولكن إذا كان سيرسل فرقة اغتيال، فسيرسل مجموعة على أعلى مستوى، وليس الخرقاء في إسطنبول”.
ونقل وود عن ولي العهد قوله: “إذا كنت ستجري عملية أخرى من هذا القبيل، بالنسبة لشخص آخر، يجب أن تكون احترافية، ويجب إن يكون واحدا من بين أول 1000 شخص”. وأضاف أن السعوديين غيروا ذلك في النص الذي نشروه إلى: “إذا افترضنا جدلا أننا سنذهب لعملية من هذا القبيل، لكانت احترافية، وشخص ما على رأس القائمة”، وأضافوا في النسخة العربية: “لا سمح الله”.
وتابع وود بالقول: “خلال المقابلة، ادعى محمد بن سلمان أنه ’لم يقرأ مقالًا لخاشقجي أبدًا‘. كان خاشقجي معارضًا بارزًا للغاية، وقد التقيا شخصيًا. بينما يتراجع النص السعودي عن هذا الادعاء غير المعقول، وينقل أنه لم يقرأ أبدا مقالا ’كاملا‘ لخاشقجي”.
الأزمة مع قطر
كما ضرب وود مثالا آخر على الاختلافات في النص السعودي للحوار حول الأزمة القطرية، قائلا: “سألنا كيف يمكن لمحمد بن سلمان أن يبرر سجن أولئك الذين خالفوا حصاره شبه الكامل لقطر بعد أن عكس هو نفسه سياسته تجاه قطر، دون تفسير، قبل أشهر من حديثنا. قال إن قطر وبلاده الآن ’مقربتان جدًا جدًا‘. لكنه أخبرنا أن السعوديين الذين دعموا قطر أثناء المقاطعة كانوا مثل الأمريكيين الذين ربما دعموا النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. سأل ولي العهد ’ماذا تعتقد كان سيحدث إذا كان شخص ما يمتدح ويروج لهتلر في الحرب العالمية الثانية؟‘”. وأضاف وود أن النص السعودي “يمحو المقارنة” بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وأدولف هتلر.
الشريعة الإسلامية
وأشار وود إلى مثالين آخرين مرتبطين بالشريعة الإسلامية والقانون، قائلا: “لقد تحدث محمد بن سلمان في السؤال عن الشريعة الإسلامية، وأخبرنا أنه حتى الجرائم التي تكون عقوبتها مفروضة إلهيًا لن تتم ملاحقتها بشدة”.
ونسب وود لولي العهد قوله: “حتى لو كان هناك عقاب إلهي على الزنا، فإن الطريقة التي يجب أن نحاكم بها هي كما فعل النبي. يجب ألا نحاول البحث عن أشخاص وإثبات التهم الموجهة إليهم. عليك أن تفعل ذلك بالطريقة التي علمنا بها النبي كيف نفعل ذلك”. ثم قال وود إن “النص الرسمي يمحو هذا التعليق، الذي من شأنه أن يثير حنق الإسلاميين، لأنه يشكك في نقطة تجريم الجرائم العتيقة مثل الزنا”.
وأضاف وود: “سألت عما إذا كان سيتم بيع الكحول بشكل قانوني في المملكة العربية السعودية، ولم أتلق أي رد. في هذه الحالة، تم حذف كلماتي من النص، على الأرجح لأن رفضه الإجابة عن هذا السؤال يوحي بأن مثل هذا التغيير ممكن”.
وأضاف: “غردت The Saudi Post رواية عن المقابلة، زاعمة أنها على لساني”. وتابع بالقول: “هذه التغريدة والعديد من التغريدات المشابهة لها وهمية، وعلى الرغم من أنني أشرت إلى أن محمد بن سلمان ذكي وودود على المستوى الشخصي، فإن مقالتي تشير إلى أنه لم يكن ذكاؤه قد أذهلنا، بل جنون العظمة والشفقة على النفس”.
وأضاف: “غرد العديد من السعوديين البارزين بشكل إيجابي حول المقال، وبالتالي أظهروا أنهم لم يقرأوه. هذا هو النهج العام أمام الأخبار السيئة: تظاهر بأنها أخبار جيدة، اكذب، اغمر المنطقة بما يعجبك، وتجاهل ما لا يعجبك”.