الثبات ـ عربي
على طبق المصالح الدولية يمضي مجلس الامن في التعاطي مع العدوان على اليمن وحصار شعبه لمدة سبع سنوات ، وبلغة إدارة الازمة يتعامل أعضاء مجلس في الملف اليمني والازمة الإنسانية الأكبر عالميا. منتصف الأسبوع جلسة لمجس الامن تتصل بالشأن اليمني استمع فيها الأعضاء الدائمون وغير الدائمين لإحاطة المبعوث الاممي الى اليمن هانس جروندبيرغ، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارتن غريفث ، وفي الاحاطتين بدا مجلس الامن يناشد الأطراف اقتصار دائرة العنف ومنع تمددها الى الإقليم وهو مايقلق الطرف البريطاني الذي يمسك بالملف اليمني ويتلاعب به كيفما يشاء .
عبداللاه حجر – مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى : جلسات مجلس الامن الشهريه هي تمثل نمط متماثل في انه يعطي غطاء للعدوان ، برغم أن ما يحدث في اليمن لا يمت لقرارات مجلس الامن ولا ميثاق الأمم المتحدة بأي صله لان العدوان لايبرر بالميثاق الاممي ولا بالقرار 2216 ، وكذلك الحصار الذي يتم على الشعب اليمني واغلاق مطار صنعاء على الطائرات اليمنية واليمنيين ، واحتجاز السفن ، وهذا الاستهداف الممنهج للاعيان المدينة وللمدنيين هو انتهاك للقانون الدولي ، ناهيك انه افساد في الأرض لا يمت للدين باي صله ، او الديانات السماوية بصله ، وما يحاولون اظهاره للعالم وللأعلام بانهم يبذلون جهدهم للسلام في اليمن والحقيقة أن السلام لا يمكن ان يتحقق الا بأمرين أولا إيقاف الحرب، وثانيا إيقاف الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحيدة، وحينذاك نستطيع ان نقول انهم يسعون الى السلام .
ويضيف : في الحقيقة عندما نبحث عن تاريخ مجلس الأمن منذ تأسيسه وتناوله لكل الأزمات التي حدثت ، نجد ان مجلس الامن يخدم بالدرجة الأولى مصالح الدول الخمس الدائمة العضوية وبالأخص أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، وبالتالي يعجز عن أي حل يكون لهذه الدول صله واو مصلحة في هذا النزاع او الحرب ، فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مستفيدة من العدوان على اليمن ببيع الأسلحة وابتزاز الخزائن الخليجية ، وشركات الأسلحة تمثل داعمة اقتصادية كبيرة فيس هذه الدول ، ناهيك عن ان الصين وروسيا نحو هذا المنحى بتجارة السلاح لدول العدوان ، وفي القضية اليمنية نجد الموقف الصيني والروسي وقفا موقف باهت يهتم بالدرجة أولى بالمصالح واستمرار تدفق البترول والغاز من المنطقة .
مجلس الامن اذا بحثنا في قراراته هو لم يشرعن الحرب ولاحتى فقرات القرار 2216 التي يتشدقون به، ليس فيه أي فقره تبيح الحرب، لأنه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يجب ان يكون شن الحرب بقرار من مجلس الامن ، وان يكون هيئة اركان تابعة لمجلس الامن هي من تخوض هذه الحرب .
ولكن ما يحدث ان تلك الدول تصمت عن الحرب على اليمن والعدوان والحصار عليه لأنها تجد فيه فرصة لبيع الأسلحة، وأيضا تلك الدول لاتكن للشعوب العربية والاسلامية أي احترام عبر التاريخ، شاهد على ذلك القضية الفلسطينية، الحرب العراقية الإيرانية، ما حدث بسوريا وفي ليبيا ويحدث حاليا في اليمن، بينما تقوم الدينا ولاتقعد في قضايا اقل مأساوية في انحاء أخرى من العالم.
وحول الموقفين الروسي والصيني أشار مستشار المجلس السياسي الأعلى الى ان التغير في الموقف الروسي تاجه الوضع في اليمن ومواقف روسيا عامة ارتبطت بالأزمة الأخيرة في أوكرانيا وبالنسبة للصين ترتبط مواقها حليا بالصراع الاقتصادي التي تدور مع الولايات المتحدة، وأضاف: من هذا المنطلق قد يحدث تغير بسيط ولكن ليس كبيرا بتوقعي يصل الى درجة إيقاف الحرب على اليمن، الازمة الأوكرانية أعطت روسيا نوع من الدفع للوقوف بوجه السياسات الامريكية في المنطقة والعالم.
بريطانيا تتلاعب بملف اليمن
وفي هذا السياق يتحدث السفير الدكتور احمد العماد عميد المعهد الدبلوماسي بالقول : إحاطة المبعوث الأممي كانت موضوعية الى حد ما وأفضل ممن سبقوه من المبعوثين رغم بعض التحفظات، في اعتباره صواريخ اليمن وطائراته المسيرة تمثل تهديدا إقليميا بينما العكس امام الاف الغارات والصواريخ التي نزلت على اليمن ، لا تمثل تهديدا للإقليم .
مجلس الامن هو ليس شخصية اعتبارية منفصلة، هو ناطق لمجوعة الدول المسيطرة على الأمم المتحدة ، وما يصدر عنه هو يعبر عن مجموعة الدول المسيطرة وخاصة أمريكا وبريطانيا ومجموعة دول الفيتو ، هؤلاء لم يتخذوا بعد قرار انهاء العدوان ، ويضعون فقط هامش صغير لمندوبيهم في الأمم المتحدة للتعامل في الملف اليمني ، ويضعونهم في دائرة مغلقة ويحولوا الى مركز دراسات لدراسة واقع الحرب ووضع رؤى لمخاطرها السياسية والإنسانية .
ويفترض بمجلس الامن من خلال جلساته ان يخرج بتوصيات وقرارات ملزمة لوقف العدوان المخالف لميثاق الأمم المتحدة واعرافها.
لم تصل بعد الإرادة الدولية لأن يضطلع مجلس الامن بهذا الدور الدولي وهو مركز شرطة العالم، وليس مجلس انساني او تنسيقي لتداول الآهات والاوجاع ورصد الضحايا، هو بيده الصلاحية الكاملة وهي مهمته عند حدوث حروب ان يعمل على وقفها وخلق الحلول المنصفة لها.
من جديد اعود وأقول ان الإرادة الدولية مقتصره فقط على منح مندوبيها هامش صغير، كميسر لنقل الرسائل المتبادلة، وليس كجهة فاعلة معنية بولايتها معنية بالتعامل الحاج والجاد لوقف الحرب على اليمن ، وهذا شي ءمؤسف .
ومازلنا نناشد كسياسيين ان يقوم المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة بدور اكثر فاعلية وليس دور الميسر ، وبمايتناسبع مع حجم وصلاحية مجلس الأمن ، ويلامس حقيقة الإشكالية المتعلقة بالحصار المفروض على الشعب اليمني كبداية للحل السلمي السياسي العادل .
وهذا الحل السياسي والمنصف والعادل حكومة صنعاء تفتح أبوابها له ومشرعة كل نوافذها ، وتبلغه لكل الوفود الزائرة على تنوع جنسياتها بانها جاهزة للسلام الذي يحفظ الاستقلال ويرعى حقوق الجميع بعيدا عن التدخل الخارجي والوصاية الإقليمية او الدولية.
وفيما يتصل بالتواصل مع الأطراف الدولية وخاصة الطرف الروسي والذي يرأس مجلس الامن لدورة فبراير الحالي أضاف: عدد من الوفود زارت صنعاء وتلقت رؤية صنعاء للحل، ورسائل خرجت من صنعاء كل الأطراف الدولية انها حاضرة للسلام.
وبالنسبة الى الطرف الروسي والصيني، والروسي على وحجه الخصوص: رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام ووزارة الخارجية سلمت المبعوث الروسي عبر السفارة الروسية في مسقط رسالة تتضمن اطلاع الجانب الروسي على الحقائق ذات الصلة بالوضع في اليمن، ورؤية صنعاء للحل السياسي.
لكن مازالت بريطانيا هي الممسكة بالملف اليمني ، ولاتزال المساحة الممنوحة لها للعبث في الملف اليمني متاحة وكبيرة ،
روسيا يمكنها ان تلعب دورا كبيرا، وأكبر مما تلعبه حاليا لو ارادت ذلك ، ولذلك تحرص الحكومة في صنعاء ورئيس الوفد الوطني ان نطلعها على تحديدات السلام وفرص تحقيقه في اليمن ، ونحن ندعم تحرك روسيا للعب دور فاعل في هذا الشأن عن قناعة واطلاع بحقيقة الوضع ، خصوصا وان المبعوث الروسي اكد في جلسة سابقة ان مرجعيات الحل في اليمن عام 2015م لم تعد صالحة وفق القرار 2216 باعتبار ان الواقع قد تجاوزها ، كونها عبرت عن حلول بين اطراف الحكم آنذاك المؤتمر والإصلاح .
ان يضطلعوا أكثر بهذا الملف ونحن نكن لهم التقدير والثقة التي يمكن ان يكونوا جسر للخروج والعبور بالمنطقة من هذه الحرب العبثية واستمرارها لا يحقق أي امتيازات عسكرية او سياسية، فقط مزيد من القتل الذي ترتكبه قوى تحالف العدوان وبما يضاعف ويعمق المأساة الإنسانية للشعب اليمني.
السلام سياتي بقوة الشعب اليمني
حميد عاصم – عضو الوفد الوطني أشار الى أن مجلس الامن الدولي يدار من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول المعتدية على الشعب اليمني منذ سبع سنوات، فلذلك لا أمل في مجلس الامن، والامل يبقى في الله سبحانه وتعالى.
وقال : شهدنا في الجلسة الأخيرة نهاية الأسبوع بشأن اليمن استمرار المجلس في تميع القضية والمأساة اليمنية، وفقط استمعنا الى احاطات توصف الوضع وانه لابد من وقف الحرب والعودة الى كطاولة المفاوضات فقط.
وأضاف : مجلس الامن لم يتخذ قرارات بشان اليمن ، وهو لم يتخذ قرارات في شان القضية الفلسطينية منذ عام 48م ، فكيف سيتخذ قرارا في الحرب الدائرة على الشعب اليمني منذ سبع سنوات ، لااعتقد بان هناك أي جدية لدى مجلس الامن الدولي في وقف العدوان على الشعب اليمني .
وفيما يتصل بالموقفين الروسي والصيني قال : مع الأسف كنا نتمنى ان يكون هناك موقف قوي لروسيا والصين في اتجاه وقف العدوان على الشعب اليمني ورفع الحصار البحري والجوي ورفع المعاناة على الشعب اليمني ، وان يفرضا على الاقل وجه نظر وسطيه في ظل تغييب ممثل عن حكومة صنعاء في المجلس بالمخالفة لمبادئ الأمم المتحدة.
وحول التهديد بتقليص الدعم الدولي : ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن تقليص الدعم الدولي ، وفي ذلك أسلوب جديد للضغط على الشعب اليمني ، وهذا يؤكد تحكم الولايات المتحدة بأموال الأمم المتحدة ، وهي من تعتدي وتحاصر اليمن ،ولايمكن انتظار الولايات المتحدة ان تراعي الإنسانية في حربها على اليمن او غيرها من الدول ، والشعب اليمني سيخرج اقوى من هذا الحصار وهذا العدوان عليه .
وختم بالحديث : مجلس الامن يشارك في قتل الشعب اليمني و، ويصمت عن قتل الشعب اليمن ، كل المبعوثين تكلموا عن المأساة اليمنية وتحدثوا عن الحصار وتأثيراته الكارثية ، ولكن المجلس صم اذانه ولم يتخذ قرارا واحدا باتجاه فك الحصار ، المبعوثين الأمميين اضحوا في واد ومجلس الامن في واد اخر ، يصم في اذانه ويقيد يديه عن التحرك جديا ولو لرفع الحصار المخالف لكل مبادئ وشرعة الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني ، ويعطي الفرضة للمعتدين ليشددوا من حصارهم .
أمريكا وبريطانيا التي تمسك بالملف اليمني هما من يعيقان الحل في اليمن ويقطعان طريق السلام، واعتقد ان الحل سياتي من جهة الشعب اليمني بمواصلة الهجوم على عمق دولتي العدوان ، فهذا العالم ومجلس الامن ذاته اثبت انه لا يحترم سوى القوي مع احترامنا لكل الدول التي رفعت الصوت عاليا كبوليفيا بوجوب وقف العدوان على اليمن وانهاء المأساة على شعبه .
صنعاء تنشد السلام العادل
محمد الزبيري – الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي: يلفت الى ان مجلس الامن منذ بداية العدوان على اليوم هو من يغطي العدوان على اليمن، وبالتالي لا توقع منه جدية باتجاه وقف العدوان على اليمن .
ويقول : مجلس الأمن مسيطر عليه من قبل 5 دول وهذه الدول تتحكم بالعالم وفق مصالحها ، وهذه الدول لديها الرغبة في ان يظل العدوان والحصار قائم على اليمن وضرب المفاصل الأساسية لهذا البلد الاستراتيجي والحيوي بموقعه على طريق التجارة الدولي .
جلسات مجلس الامن مجرد متاهات استماع الى احاطات مبعوثيه دون اتخاذ قرارات امام حرب مدمرة وجرائم حرب وحصار يطال كل شيء بالمخالفة الصريحة لقرارات الأمم المتحدة وميثاقها.
الجدية نحو إحلال السلام في اليمن ليست واردة اليوم، وحين تبتعد الحرب عن مصالح تلك الدول يمكن ان نرى قرارا نحو السلام.
دول دائمة العضوية بمجلس الامن قلقة بشان سفينة صافر ، يريدون سرقة نفطها ولايعطون الشعب اليمني منها شيء وهذا وجه الخلاف الحقيقي ، مجلس الامن يهتم بسفينة صافر ويتجاهل مأساة شعب يقتل يوميا وحصار يقضي على ملايين الأطفال والنساء والشيوخ ، اليست هذه مفارقة مبكية .
نحن في حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى وأحزاب سياسية يمنية نبحث عن السلام العادل والمنصف وبشروط الشعب اليمني المحقة في السيادة والاستقلال ، وليس السلام بشروط الخارج وفرض الوصاية الدولية .
المصدر: المسيرة